recent
أخبار ساخنة

"القطاع ضحى بما فيه الكفاية.. والآن يجب التركيز على تحدياته الداخلية"





كتبت / يارا المصري 


 صرحت مصادر في حماس في قطاع غزة  إن قيادة الحركة تبذل كل ما في وسعها لمنع حركة الجهاد الإسلامي من جر قطاع غزة إلى تصعيد أمني.  وكانت حماس غاضبة من انفجار صاروخ الجهاد الاسلامي قبل نحو يومين واغلقت مجمع التدريب الذي وقع فيه الحادث.

وقال إسماعيل هنية ، مسؤول حماس البارز، إن قطاع غزة قد ضحى بالفعل بما فيه الكفاية ، والآن يجب أن يركز على التحديات الاقتصادية والمدنية.
حيث يرى أن حكومة غزة سوف ترى نفسها أمام وضع لا تحسد عليه، فالأحوال المعيشية لمواطني غزة في الأصل متدهورة، والارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية لن يمر مرور الكرام على القطاع، والمنحة القطرية المحدودة، التي لم تتم مراجعتها لتتماشى مع تراجع القدرة الشرائية وغلاء معظم الأسعار، بالكاد تغطي ضروريات أسبوع واحد. هذا كله سيولد غضبا يزداد مع تدهور الأوضاع وغياب الحلول وتأخر الوعود التي أطلقتها حماس بعد الحرب الأخيرة، فكيف إذا دخلت حرب جديدة سوف تخلف دمار جديد ووعود جديدة لن تستطيع أن تفي بها..؟ 

يجب على حماس أن تفكر في الأيام والأشهر القادمة التي ستحمل، حتما، انفجارا شعبيا ضخما ضدها، في ضبط عقارب سياستها الاقتصادية مع المتغيرات التي تهدد الأمن الغذائي وترفع تكاليف المعيشة على المستوى العالمي، فما بالك بقطاع محاصر نفد صبر شعبه من الانتظار والوعود الفارغة.

على حماس أن تسابق الزمن لإيجاد حلول تمنع ارتفاع أسعار الوقود والغاز الذي سيزيد من غلاء المعيشة ضعفين على الأقل، وتجنب خيار الحرب الذي قد يأتي على الأخضر واليابس في القطاع، ذلك إن كان قد بقي شيء من الأخضر بعد الأزمات الأخيرة المتكررة. 

إذن، نتفهم الآن لماذا غضبت الحركة الحمساوية من حركة الجهاد الإسلامي الذي يستفز الاحتلال في وقت لن تقوى فيه حماس على المواجهة الآن في ظل التخبط الإداري والمعيشي الذي يعيشه القطاع والعالم أجمع من غلاء السلع الغذائية والمحروقات وندرة الموارد وانشغال المجتمع الدولي بالحرب الروسية الأوكرانية. 
بينما حركة الجهاد الإسلامي لن تتضرر كثيرًا، فهي غير مسئولة عن قطاع ولن يثور عليها الناس.. فمما تخاف؟ 

لكن حركة حماس هي التي تتحمل العواقب وهي دائما من تدفع الثمن، وقد ضحت كثيرًا في رأي اسماعيل هنية، أما في الوقت الراهن فالأمور معقده، ويلزم على الحركة إن تدبر نفسها في الأمور الداخلية لتسويتها ومحاولة إيجاد حلول لسكان القطاع حتى تتجنب الحركة ثورة القطاع.
google-playkhamsatmostaqltradent