recent
أخبار ساخنة

"الجمهور الفلسطيني يحتفل برمضان عكس ما يبدو في وسائل التواصل"



كتبت / يارا المصري 


شددت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية في الأيام الماضية من رقابتها على العناصر الإرهابية.  الجمهور في الضفة الغربية مشغول بالاحتفال بشهر رمضان ومنزعج من غلاء المعيشة. 
 يبدو أن الحوار المتعلق بأحداث العنف الأخيرة في القدس الشرقية يركز على وسائل التواصل الاجتماعي ولا يُترجم إلى شعور حقيقي في الميدان، وذلك بسبب رغبة الجمهور الفلسطيني في الاحتفال برمضان هذا العام بسلام وهدوء، حيث يبدأ شهر رمضان في فلسطين من مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى الذي أصبح الوصول إليه بالنسبة للقادمين من خارج المدينة ضرباً من المستحيل، فالحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة أمام زوارها المسلمين، كل ذلك جعل المدينة المقدسة معزولة عن العالم، لكن الفلسطينيين ينجحون دائما في الصلاة في المدينة العتيقة متخطين كل الحواجز.

 وليلة إعلان قدوم الشهر الفضيل، يجتمع أطفال فلسطين في الحارات مترقبين إعلان بدء الصيام، وما أن يعلن عن ثبوت رؤية الهلال تبدأ المساجد بالتكبير وينتشر الصغار في الشوارع ينشدون ويرحبون بالزائر الطيب، فيما تزين الطرقات بالزينة والإضاءة الملفتة للنظر المفرحة للقلوب. وفي رمضان، النهار للعمل والليل للعبادة من صلاة وقراءة قرآن وجلسات ذكر وتسبيح ويتسابق المتسابقون في تلاوة القرآن، ويذهب الناس للنوم ليستيقظوا قبل أذان الفجر على صوت المسحّر ليتناولوا السحور، حيث يؤدي أغلب الناس صلواتهم في المساجد ويستقبلون ساعات الفجر الأولى من كل يوم فيها.

صيام بمذاق مختلف الإفطار الجماعي لا يغيب عن الشارع الفلسطيني، فشهر رمضان كله خير وبركة، وفيه تزداد أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية بين الأسرة وبين العشيرة، وتبرز أكثر صور التكافل الاجتماعي بما يحقق المتعة، إذ يلمس الناس تفرد الشهر الكريم بخصوصية عن باقي الشهور العام سواء في السلوك أو في العلاقات أو الإفطار والسحور. كما أن لشهر رمضان في فلسطين مذاقا خاصا ليس له مثيل، ربما في العديد من بقاع الأرض، فرغم الضنك والمعاناة والجراح والآلام، يزيد الناس في تواصلهم وتوادهم وتراحمهم، وتمتد الأيدي الرحيمة لتمسح دموع الأيتام وترعى أسر الشهداء والأسرى، وتقوم جماعات من الناس بعيادة المرضى في المشافي وتقديم الهدايا لهم، وتزداد صلة الأرحام، كما تنتشر الولائم والإفطارات الجماعية في المساجد، ومن أهم سمات رمضان في فلسطين، تبادل الإفطار الأسري وهو برنامج لا يغيب عن أجندة العائلات في هذا الشهر، حيث تتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها، داعين الله أن يبعد عنهم خطر الحرب وويلاتها خاصة في الشهر الفضيل.
google-playkhamsatmostaqltradent