recent
أخبار ساخنة

الجزء الثانى من قصه خطوات الشيطان





بقلم :-منى علاء الدين 



زاد غضب عزت الذي أنتفض تاركا طعامه الذي لم يأكل منه سوي القليل لتهرع فاطمة وراءه تتسأل عن سبب ثورته وتغير مزاجه ولكن لم يعطي عزت لها فرصة السؤال وأنطلق للخارج.
وقفت فاطمة مستندة إلي الكرسي الخشبي الذي گان يجلس عليه عزت لتناول طعامه في حيرة من أمر عزت الذي تغير فجأة فهي لم تقل سوي نفس الكلمات التي تنطق بها يوميا من شكوي الحال وغلاء الأسعار وحاجة الأولاد للمال وضرورة تغيير المنزل و.....إلخ ، ولا تجد رد فعل من عزت فماذا حدث اليوم ؟
أنطلق عزت للقهوة المجاورة للمنزل وأرتمي علي أحد الكراسي ،لا يأبي لما يسمع من أصوات الزباءن  المطالبة بحضور طلباتهم من القهوجي ولا النظرات الخاطفة التي ترمقه ممن حوله من الجيران الذي يستعجبون من حال عزت فلا يري الجيران عزت غير مبتسم الثغر هاديء الأعصاب .
 أخرج عزت  هاتفه للأتصال صديقه القديم مصطفي دار حوار مطول بين عزت ومصطفي 
بدأ عزت حديثه بالود المصطنع :كيف حالك ياصديقي ؟ 
-بخير، كيف حالك ياصديقي لقد اشتقت للجلوس معك وأسترجاع الماضي 
-ما رأيك في ان نتقابل ونتحدث في أمور العمل؟
-لا مانع عندي .لناقابل
-إذا موعدنا غدا .إلي اللقاء
تقابل عزت ومصطفي وتحدثا كثيرا في أمور العمل وغيرها من أمور الحياة .
تكررت مقابلات مصطفي وعزت حتي توطدت علاقتهم ودخلا في العديد من المشروعات معا لايشارك عزت فيها سوي بمجهوده الشخصي ومصطفي بالمال.
دارت الأيام وزادت ثروة عزت وزاد معها غروره وتكبره علي مصطفي الذي سانده ماليا حتي أستطاع أن يقف علي قدميه .
كلما زاد ثروة عزت حاول أن يتخلص من كل مايذكره بماضيه ،أول من تخلص منهم زوجته التي وقفت معه أوقات الضنك والفقر وثانيهما مصطفي الذي سرق ماله وخدعه وساعده في ذلك طيبة قلب مصطفي وحسن نيته تجاه صديق عمره  


تفاقمت المشاكل بين مصطفي وعزت حتي هدد مصطفي عزت الابلاغ عنه وزجه في السجن ،أرتبك عزت الذي حاول الخلاص من تهديدات مصطفي ولكن لم يفلح في ذلك ، كان الحل الوحيد أمام عزت هو التخلص من مصطفي بقتله ،ولم تكن تلك جريمة مصطفي الأولي والأخيرة فمن يفتح أمامه باب الجريمة فلن يغلق ، تبدل حال عزت منذ سرق مال مصطفي فلم يعد مصطفي الشاب الطيب الذي يعرفه الجميع ولا يقولوا عنه سوي انه شاب في حاله لا نسمع عنه سوء لعبد للمال يفعل أي شيء وكل شيء ليحصل عليه ولايخسره .
بعد قتل مصطفي تحولت حياة عزت للترف والرخاء ظن أنه سيهنأ بمال صديقه ولكن لم يدم الحال طويلا حتي خسر المال الذي ترفه به وذاق به نعيم الدنيا من منزل فخم يحوي أثاث عريق أنيق وتزوج من سيدة مجتمع راقي واشتري سيارة ودع بها معاناته مع المواصلات ،ولكن  أنهار كل شيء أمام أعين عزت الذي لم يستطع أن يتخيل حياته تعود لسابق عهدها فقد أصبح مستعد لفعل أي شيء ولا يعود للفقر بعدما ذاق حلاوة النعيم .


كان قلبها رافضا للتصديق ،  مما جعل سماح وأولاد مصطفي يبحثون وراء إختفاء مصطفي الغامض وأول من وقع عليه أصابع الأتهام والريبة عزت ،فقد كانت سماح يحدثها قلبها بأن عزت وراء كل مصيبة حلت علي الأسرة ، لم تطلع سماح الشرطة علي شكوكها التي بلا دليل ولكن حاولت مراقبة عزت ،فقد كان آخر لقاء قبل إختفاء مصطفي مع عزت في محاولة من مصطفي للتفاهم للوصول حل مصيبة مصطفي في ضياع ماله ، أنتظرت سماخ حتي عودة أحمد وهو شاب في مقتبل العمر يحمل ملامح والده مصطفي ولكن لم يأخذ من صفاته فقد كان عصبيا متهورا عكس مصطفي  الذي كان يتسم رزانة العقل وحسن التصرف ، لذا خافت سماح ان تحدث أحمد بما يجول في خاطرها حتي لايحدث مالا يحمد عقباه ،ولكن حدث ماكانت تخافه سماح وقد دب الشك في قلب أحمد كما تسرب لقلب سماح من قبل .
طلب أحمد الجلوس تحدث مع والدته أمر هام ، فركضت سماح من مكانها تجلس علي المقعد المقابل أحمد في تلهف سماع أنباء جديدة عن مصطفي بعدما قرأت في عيني أحمد أن الأمر ليس مبشرا بالخير ،أعتدل أحمد في جلسته إلي الأمام تهتز الأرض من تحت قدميه من شدة توتره ويفرك أصابع يده في عصبيته المعتادة ، اتسعت حدقة عين سماح من شدة الأنتباه ،


-ماالأمر لا أطيق الأنتظار 
- أنني أشك في تورط عزت في إختفاء والدي ،وسرقة بطاقة شخصية للأحتيال ،فلا يوجد غيره من يفعل ذلك ، سأقومه بمراقبته وإن ثبت تورطه لن أرحمه .
ثم قفز احمد من مقعد وأتجه ناحية باب المنزل ليستعد للخروج تخرج من عينيه شرارة الغضب ، وقفت سماح في حيرة تجوب المنزل دون هدف واضح ورأسها يزدحم كثير من الأحداث التي يمكن أن تترتب علي طيش أحمد وتهوره ، قامت بالاتصال بأحمد لعلها تستطيع إيقافه عن تهوره وقلبها من سرعة خفقانه شعرت بعدم قدرتها علي التنفس فأستندت لأقرب مقعد بجوارها حتي يحميها من السقوط .
لم يرد أحمد علي أتصالات والدته المتكررة ، فالغضب يعمي البصر ويلغي العقل ولا يقدر الغاضب عواقب غضبه إلا بعد فوات الأوان .
صعد أحمد سيارته يتجه منزل عزت ليسأل الجيران لعله يجد مايريح قلبه ، وصل أحمد محل إقامة عزت أخد يستطلع المكان كأنه ينظر إليه لأول مرة رغم معرفته الدقيقةبكل ركن في الحارة لكثرة زيارته منزل عزت بحكم الصداقة الوطيدة بينه وبين والده ، ولكن بعض الناس تفشل في إختبار المال وتمحي مقابله الصداقة والقرابة والحب ويعلو المال فوق كل شيء .
لمخ الحاج شيد صاحب محل البقالة تلفت أحمد كأنما يبحث عن شيء ما فقده فأثار فضوله لمعرفة السبب .
أقترب الحاج سيد من أحمد ورحب به ترحيب بالغ ،كعادة أهل الحارة تشعر كأنهم من عالم آخر لم ينتهي فيه كلمات كالعشرة وحسن الضيافة والجدعنة والشهامة ولكن لكل قاعدة أستثناء وكان عزت هو أستثناء القاعدة .
تهلل وجه الحاج سيد وهو ينطق كلمات الترحيب :أهلا أهلا تفضل ياأحمد فأنا لم أرك منذ فترة 
-قال أحمد في عجلة من أمره:أهلا ياحاج سيد مرة أخري نجلس نتحدث ، ألم تري عزت 
-قال الحاج سيد كأنما ينتظر من يرد علي فضوله حول غياب عزت : لا والله لم أره فقد أختفي .


google-playkhamsatmostaqltradent