recent
أخبار ساخنة

الجزء الثالث والاخير من قصه خطوات الشيطان





بقلم :-منى علاء الدين 



وصل أحمد بعد معاناة شقة عزت تدور رأسه أفكار لم ترد من قبل في مرات العديدة التي كان يأتي فيها زيارة عزت ، عند صعوده درجات سلم متهالك تذكر فرق معيشة بينهم وبين عزت وفجوة الأجتماعية والمادية الكبيرة بينهم فهل كان مبرر قوي لقلة الأصل والخيانة التي قابلت كرم مصطفي ووقوفه بجانب عزت الحقير الذي تناسي المعروف وغدر صديقه وسرق أمواله ، فهل يصل الأمر حد القتل أو تورط في أختفاء مصطفي 
قطع أفكار أحمد وصوله باب منزل عزت  ، طرق احمد الباب عدة طرقات خفيفة ليسمع صوت قادم متجها ناحية باب الشقة ليعلن عن قدومه فتح الباب ، وجدت زوجة عزت أنامها ضيف لم تكن تتوقع زيارته مطلقا بعد الأحداث الأخيرة ، لتجد نفسها مرتبكة لا تستطيع الكلام ، فأزال عنها أحمد الحرج يبدأ فتح الحديث يستأذن بالدخول لتسمح له علي أستحياء .
جلس أحمد علي أريكة مقابل باب الشقة فلم يحتاج لمن يرشده طريق الذي يعرفه حق المعرفة طالما جلس مطولا مع عزت يتناقشا مشاريع مشتركة بينهما ، جلست زوجة عزت الأريكة المجاورة لأحمد في أستحياء تنظر الأرض خجلا لما فعله زوجها مع مصطفي ،نظر إليها أحمد ليجد علامات البؤس والشقاء تظهر علي ملابسها البالية ويديها التي تشققت من كثرة العمل في المنزل وخارجه ، سألها أحمد عن عزت فارتبكت رغم توقعها سبب زيارة أحمد لسؤالها عن عزت ، قالت صوت يعتصره الحزن :لاأعلم عنه شيءا سوي انه تزوج من أمرأة ثرية   



-أرجو أن تساعدني في الوصول إليه فأنا علي يقين أنه وراء أختفاء والدي 
-لاتقلق أنا أتمني رد جميل والدك علينا ، فلم نري الخير والوفرة في العيش إلي ظهوره في حياتنا ،أعلم أنك تستغرب ما أقوله ولكن لم أكن أشجع عزت فيما يفعله ،قلة الأصل تظهر في مواقف الصعبة تبين معدن الأشخاص .
أثناء الحديث تلقي أحمد مكالمة جعلته في عجلة من أمره ، أستأذن في الأنصراف سريعا دون مبررات .
كانت مكالمة من قسم شرطة ملخصها وجود جثة مصطفي مما جعل أحمد يعجز عن التفكير لايعلم كيف وصل قسم الشرطة تلك السرعة الجنونية التي قاد بها السيارة .
دخل أحمد مكتب ضابط الذي قام مكالمته ، دخل أحمد مكتب يرتجف وأرتمي علي أقرب كرسي ، حاول يستجمع قواه ليعرف ماحدث .
أعتذر ضابط عن الخبر الذي أخبره أحمد وحاول أن يخبره بما حدث حتي لايطيل أمر علي أحمد الذي أحمر وجهه وترغرغت الدموع في عينيه وبدأ جسمه يرتعش مما جعل ضابط يأمر أحضار كوب من الماء ، بعد أن هدأ أحمد قليلا 
قال ضابط في أسف : لقد وجدنا جثة والدك مدفونة في أحد المنازل التي تؤجر في الأسكندرية ابلغ صاحب المنزل عن وجودها بعد أن قام بالحفر لتجديد في المنزل .
قال أحمد لم يستطع أن يمسك دموعه :هل توصلتم للفاعل ؟
-لقد قمنا فحص سجل جميع مستأجرين فترة الأخيرة ،سنصل فاعل قريبا .
-أتمني ذلك 
مرت الأيام والشهور لم يحدث جديد في قضية عزت ، لم ينتظر أحمد تحقيقات بل قام تحقيقه الخاص عن عزت عندما شك في أفعاله  ،فلقد تكرر ماحدث مع مصطفي في زوجة عزت ، وبدأت تعلن إفلاس شركاتها بعد أن كانت تحقق أرباحا خيالية ،بالطبع لم يكن الأمر غريبا بالنسبة أحمد فمن يعمل مع عزت يحل به الخراب ولكن الأهم بالنسبة أحمد هو خبر وفاة زوجة عزت منتحرة بعد إفلاسها ، مما جعل أحمد يشك في خبر أنتحارها فقد كان علي يقين 


أن الأمر مدبرا، استغل أحمد خروج عزت من منزل بعد مراقبته فترة طويلة وأسرع يقتحم منزل في هدوء وخفة يتحرك ببطء معتمدا علي إضاءة مصباح صغير يحمله في يده ، توجه أحمد غرفة نوم عزت يبحث بها عن دليل يصل به مخطط عزت في قتل والده ،قام بفتح الأدراج في هدوء وتركيز حتي كانت المفاجأة


كان أحمد منهمكا في البحث حتي سمع صوت من خلفه يسأله :ما الذي تبحث عنه.
كانت المفاجأة هي عزت الذي عاد فجأة بعد أن تذكر نسيانه بعد الملفات الهامة درج المكتب وجاء للبحث عنها حتي سمع صوت غريب يأتي من غرفه النوم ،فأحضر مسدسه وصعد درجات سلم في ثبات وحذر حتي وصل غرفة نوم يجد شخصا يعبث في أوراقه .
وجه عزت مسدسه لرأس أحمد الذي ألتفت سريعا يصعق مواجعة عزت له بالمسدس ،حدثت المواجهة أخيرا بين عزت وأحمد ، والغريب عدم خوف أحمد الذي كان ينتظر تلك المواجهة ليحسم شكه الذي أقلق نومه ودمر حياته .
بدأ أحمد حديثه في حدة :ما الذي تورطت بفعله ياعزت ،أنا متأكد أن يدك ملطخة بدم أبي وزوجتك وغيرهم .
-ضحك عزت في خبث :نعم ،أنت علي حق 
-صعق أحمد من كلام عزت وسرعته في الرد غير متوقع ، مما جعل أحمد يشعر دوار جعل راسه يدور ويفقد توازنه لحظات ،بينما كان عزت جامد في مكانه يتحدث قلب ميت ودم بارد فقد فقد إحساس الذنب مع أول جريمة أرتكبها وأصلح الأمر عاديا بالنسبة له .
استجمع أحمد قواه وهجم علي عزت بكل قوته يحاول خنقه ولكن أستمر عزت في ثباته ولم يتحرك مما جعل أحمد ينهار في البكاء والصراخ يسأل عزت مرارا :لماذا قتلته؟
-ماذا فعل لك كي تقتله ؟


-لم يفعل إلا الخير والكرم لا أنكر ذلك ولكن كل مايملكه والدك لايستحقه فقد كنت أنا أحق بشهرته وأمواله فقد كان أفشل طالب في الصف وكنت أنا أول الدفعة كل سنوات الجامعة أنا لم أحصل علي مكانتي فقد سرقها مني ،ولم يكتفي بالمنصب والمال بل سرق حبيبتي وتزوجها .
-رد أحمد في غضب وصراخ : ماذا تقول ؟ أنت تحتاج علاج نفسي ، والدي لم يأخد شيء ليس من حقه فقد أجتهد حتي وصل مكانة التي هو عليها ،كما أنني لم أسمع من والدتي سوي عن حبها لوالدي من أول عام في جامعة وليس ذنبا أحد أنك كنت الحبيب المجهول الذي تخفي بعيدا ينظر إلي حبيبته تحب أحد غيره دون يحرك ساكنا ،فهل كنت تنتظر أن يأتي لك كل ماتتمناه دون سعي منك ؟.
-لقد كنت اذكي وأجمل ولدي مستقبل مشرق أكثر من مصطفي ولكنه سبقني في العمل وخطف والدتك مني .
-أنك مجنون ويجب أن تعالج من عقد النقص التي لديك


مرت الأيام علي أختفاء عزت وأحمد حاولت خلالها والدة أحمد الوصول إليه ولكن دون جدوي مما دفعها لأبلاغ الشرطة بشكوكها حول تعرض نجلها للخطر علي يد عزت ، قامت الشرطة بعمل محضر بالأختفاء والبحث كما قامت بإستدعاء عزت الذي لن يكن بالطبع في منزله فقد فر هاربا ولم يعثر عليه أحد وأغلق المحضر لعدم توافر أدلة ضد عزت .
مرت أشهر طويلة لم يحدث جديد حتي جاء أتصال لوالدة أحمد يبلغها وجود جثة أحمد وطلبها تعرف علي الجثة ،لم تتمالك نفسها استمرت بالصراخ والنحيب حتي وقعت مغشيا عليها ،قام احد الجيران الذين سمعوا صراخهابالضرب علي باب الشقة ولكن لم يفتح أحد حتي قاموا تكسير باب الشقة ليجدوا والدة أحمد مغشيا عليها قاموا نقلها  للمستشفي المجاورة للمنزل ، أكد الاطباء سوء حالتها النفسية ولم يتم تحديد موعد خروجها من المشفي .
مرت الايام علي تلك الحالة بعد تعرف أحد أقارب أحمد عليه وقام رجال المباحث بالبحث عن عزت بعد تأكدهم من وجود شكوك قوية حول مقتل أحمد وأختفاء عزت ، قامت الشرطة تكثيف البحث عن عزت حتي عثرت الشرطة عليه هاربا في محافظة أخري وتم توجيه تهمت القتل مما دفع عزت للأنكار ولكن تم وج أدلة قطعية علي أرتكاب عزت الجريمة وجود دافع للأرتكاب الجريمة مما جعل عزت يقر بقتله أحمد ومصطفي .
أنهار عزت وتذكر كل جراءمه التي بدأت بأكبر جريمة وهي الغيرة والحقد وأنتهت بسلسة من القتل الدموي .
سمعت الصحافة عن بشاعة جراءم القتل التي أرتكبها عزت وأنتشر الخبر في الصحف واهتمت الصحافة الاسباب النفسية التي دفعت عزت لأرتكاب تلك الجراءم البشعة حتي أفردت الصحف صفحات وصفحات تناقش دوافع الجريمة التي كان أهمها وجود خلل نفسي لدي عزت وميول إجرامية منذ الصغر وكبت نفسي شديد ،قامت النيابة حبس عزت لحين عرضه علي المحكمة كانت النهاية التي  واجه بها عزت نفسه بأخطاؤه ولكن هناك طرق أن بدأ فيها الأنسان أول خطوة لا عودة للزمن للوراء ولا تعطي الحياة فيها فرصة تصحيح الأخطاء .

google-playkhamsatmostaqltradent