recent
أخبار ساخنة

الجزء الاول من قصة خطوات الشيطان



بقلم :-منى علاء الدين 



في حارة من حارتنا المصرية يقطن المهندس عزت تجده شخص عادي لايوجد مايميزه شكلا فتجده ملامحه تحمل الطيبة والتدين يرتدي ملابس متواضعة لا هي بالقديمة ولا بالجديدة يرتدي نظارة كبيرة وحذاء يبدو عليه معالم الشقاء من طول الأستخدام يمشي في طريقه لاينظر يمينا ولايسارا، تضج الحارة من حوله بأصوات المارة وتعلو أصواتهم بالمشاجرة أو تدليل علي بضاءعهم ، أصوات مختلطة يصعب فهم ما يقال منها تجذب أنتباهك من شدتها غير أن طبيعة مهندس عزت هو عدم المبالاة لما يدور حوله من ضجيج يومي معتاد ،شق عزت طريقه للعمل الذي لايرضي عنه ،فالبرغم من هدوءه الخارجي الذي تحمله ملامحه ،ألا أن بداخل عزت ثورة غضب ناقمة علي كل ما يحدث حوله ،يفور داخله بالحقد علي كل من لديه ثورة من المال ،وصل عزت بعد رحلة عذاب أليمة داخل المواصلات العامة تزيد حنقه وغضبه كل صباح من ضيق المكان الذي تفوح منه راءحة العرق من الأجساد والطعام من أفواه الركاب لايجد مايخفف عنه سوي النظر من نافذة المواصلات التي يري منها الكثير من السيارات يتخيل نفسه يركب واحدة منها ثم يقطع تفكيره الخيالي صوت الساءق المطالب بالأجرة ، يصل أخيرا مكان عمله فيقف  علي رأس العمال في الموقع وسط الغبار لايحميه شيء من الشمس الحارقة يتصبب عرقا من رأسه حتي قدميه.

يقف عزت بالساعات التي تمر كالسنين لا ينفك أن ينظر إلي الساعة التي تعانده فلا تتحرك إلا ببطء شديد ،يفرغ غضبه علي عمال البناء فلا يجد وسيلة أخري تنفيث علي غضبه غير ذلك ، مر الوقت طويل لم يحدث جديد سوي مرور زميل عزت بالجامعة ولكن مرور مصطفي صديق عزت غير مجري اليوم ،بينما يقف عزت علي عمله كالمعتاد سمع صوت يألفه فالتفت للنظر مصدر الصوت فإذا به زميل الجامعة مصطفي يرتدي أفخم الملابس تظهر عليه علامات الترف يمشي خطوات واثقة ولكن أستوقفه وجود عزت الذي لم يكن يعلم انه المسؤل عن موقع بناء الخاص به كما كانت المفجأة أكبر بالنسبة عزت الذي لم يكن يتوقع أن يصل مصطفي الذي كان يتفوق عليه دراسيا وماديا أن يصل به الحال لهذا الثراء الفاحش ،كانت تلك لحظة نقطة تحول في حياة عزت ،فهناك لحظات لاتعود بعدها الحياة كسابق عهدها ، ألتقي عزت مصطفي كل منهم يحمل علي وجهه تعابير الدهشة ولمن يختلف حال القلوب عزت حمل الحقد والغيرة من رؤية مصطفي أما مصطفي فقد كان يحمل في قلبه الفرح والسرور لرؤية زميله عزت 

بدأ حديثه بالترحاب :لا أصدق أنني أرك بعد كل تلك السنوات الطويلة لقد أستعدت للتو أجمل لحظات جمعتنا في الجامعة .
رد عزت بكل برود :أنا أيضا مسرور برؤيتك .
تابع عزت حديثه بنفس بشاشة الوجه التي يتمتع بها ولا تفرقه مهما كانت الظروف :لقد فرحت كثيرا لرؤيتك كما أنني أطمأن قلبي إلي للعمل .
أنتهي الحديث بينهما علي وعد بالتواصل مرات عدة ،عاد عزت للمنزل لايتحدث لأحد يرد علي مايوجه له من حديث ببضع كلمات قليلة يعبر وجهه عن الضيق ،حاولت هند أن تخرجه من تلك الحالة ولكن دون جدوي ،أرتمي عزت علي الأريكة التي توجد بجوار باب الشقة تدور في رأسه كثير من الأفكار الشيطانية ، قطعت فاطمة زوجة عزت تفكيره الشيطاني لتناول وجبة الغذاء ،تناول عزت وجبة الغذاء وسط حديث زوجته المتكرر عن زيادة المصاريف والاسعار والحاجة تغير البيت الذي تشققت جدرانه.




google-playkhamsatmostaqltradent