كتبت دكتوره/ سها بسطاوى
اختبار دم جديد متعدد للكشف المبكر عن السرطان، يُعرف غالباً باسم اختبار "غاليري" (Galleri)، وهو يهدف إلى اكتشاف وجود أكثر من 50 نوعاً من السرطان في مراحل مبكرة، أي قبل ظهور الأعراض.
ومن أبرز النقاط المتعلقة بهذا الاختبار بناءً على نتائج الدراسات الحديثة:
آلية العمل حيث يعتمد الاختبار على تقنية التسلسل الجيني الدقيق لتحديد ورصد جزيئات الحمض النووي المتسربة من الخلايا السرطانية (ctDNA) التي تنتقل في مجرى الدم.
وهذه الجزيئات تحمل بصمات وراثية مميزة للسرطان.
وقد أظهرت نتائج التجارب، مثل دراسة "Pathfinder 2" في الولايات المتحدة وكندا والتجارب في بريطانيا، قدرة الاختبار على اكتشاف السرطان في المراحل المبكرة (الأولى والثانية) في نسبة جيدة من الحالات.
اما في بعض الحالات، تمكنت الاختبارات المماثلة من رصد مؤشرات السرطان في الدم قبل سنوات من التشخيص السريري للمريض. .
حيث يتميز الاختبار بدقة عالية في استبعاد الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأصحاء (معدل إيجابية كاذبة منخفض جدًا).
حيث يمكنه أيضًا المساعدة في تحديد مصدر السرطان الأصلي في الجسم (أي العضو المصاب) بدقة عالية.
ويكمن الهدف الأساسي في إحداث ثورة في الكشف المبكر، خاصة لأنواع السرطان التي لا تتوفر لها برامج فحص روتينية حالياً، مما يزيد من فرص العلاج والشفاء المبكر .
و في احدث التطورات الحالية لا يزال الاختبار قيد الدراسة والتقييم في تجارب سريرية واسعة النطاق (مثل تجربة NHS Galleri في بريطانيا)
وهناك حاجة لمزيد من الدراسات طويلة المدى لتقييم تأثيره الفعلي على معدلات الوفيات قبل اعتماده كفحص روتيني للأشخاص الأصحاء.
و في ذكر ملاحظة هامة:
أنه لا يحل هذا الاختبار محل فحوصات الكشف الروتينية الحالية (مثل فحص الثدي، القولون، وعنق الرحم)، وفي حال كانت النتيجة "إيجابية"، فإنه يتطلب إجراء فحوصات تشخيصية إضافية لتأكيد وجود السرطان وتحديد موقعه.
دمتم بصحة وعافية