كتبت/ منال علي
يبدو أن روسيا أصبحت بالفعل من يمثل الطرف الأقوى خاصة بعد اكتساح القوات الروسية لمنطقة دونيتسك، والدليل على ذلك هو ما يدور خلف الكواليس، مكالمة بوتن وترامب التي استمرت على ما يزيد عن الساعة خير دليل على ذلك، فكان الحديث حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. حيث كان هناك دور لطبيعة التفاعل مع كيفية الرد على ما عرفت بشبكة العنكبوت المميته.
يجب آولا أن نضع في الاعتبار أنه قد تزامن مع تنفيذ عملية شبكة العنكبوت الأوكرانية انحراف قطاران أيضًا عن مسارهما في غرب روسيا، في منطقتين متفرقتين على الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في أعمال تخريب متزامنة، وتلا ذلك تدمير جسر القرم لثالث مرة ولكن بعملية استراتيجية أخرى من تحت الماء بغواصات أوكرانية مسيرة. في هذا الإطر، غير أن اتفق الجانبان على تبادل نحو 6000 أسير حرب جريح، سيكون هناك جولة دبلوماسية بالتزامن مع استمرار الحرب بين الطرفين.
ومن الملاحظ أن روسيا اعتادت ألا تعترف بوجود خسائر وهذا يؤكد مُجددًا عدم اهتمام موسكو بحجم خسائرها في القوة البشرية. جديرٌ بالذكر أنه خلال المباحثات سلمت أوكرانيا القائمة بأسماء الأطفال الأوكرانيين الذين (تم نقلهم الى روسيا قسراً) وأكدت روسيا أنها ستعمل على ذلك.
وكما تُشير الجولة الأخيرة من الهجمات إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة من سياسة حافة الهاوية المتبادلة، إلا أنه من غير المرجح أن ضربات المسيرات المكثفة التي شنتها أوكرانيا ستقنع بوتين بضرورة التخلي عن أهدافه العسكرية والجيوسياسية والسعي إلى سلام عاجل. بل على العكس، ردًا على ما يُطلق عليه بعض المعلقين "بيرل هاربر روسيا"، سيكون بوتين بالتأكيد أكثر تصميمًا على معاقبة أوكرانيا على تمردها. حيث يُنظر إلى يوم العار الذي حل بروسيا على أنه لابد أن يُقابل بعزيمة وقوة، لا بالهزيمة.
وهنا يتجلى السؤال الحتمي منذ يوم المعركة الكبرى التي شنتها أوكرانيا من داخل الأراضي الروسية وهو كيف سيتعامل بوتن مع زيلنسكي بعد تماهي أهدافه مع ترامب؟
على الأرجح أن روسيا ستنفذ طابور العمل الثابت المعتاد بتدمير المزيد من المقدرات الأوكرانية ومحاولة إسقاط كييف مقابل ضربات استراتيجية أوكرانية سابقة.
جدير بالذكر أن العمود الفقري لذلك الصراع، والذي بكسره قد ينتهي القتال بأسرع وقت ممكن. مما يدفع الإيحاء بالقضاء على زيلنسكي لداعميه الأوروبيين بمحاولة الدفع نحو الضغط قليلا على الرئيس الأوكراني بقبول شروط السلام مع روسيا. كما تستمر روسيا فعلياً في تنفيذ ضربات صاروخية بصواريخ فرط صوتية أوريشنك وكانجال، وضربات بالمسيرات الروسية بهدف محاولة تدمير مصانع المسيرات الأوكرانية. وأخيراً يبدو أن بوتن بدأ يخيب امال ترامب وزيلنسكي بتجاهل طلب زيلنسكي لقاؤه في بلد محايد، بينما يغير الجيش الروسي قواعد اللعبة بأمطار من النيران يسقطها على سماء كييف والقادم يبدو أعقد لأوكرانيا.