كتبت د/ سها بسطاوى
منظمة الصحة العالمية تحذر: تلوث الهواء يلحق أضرارًا بالغة بأدمغة الأطفال.
أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن تلوث الهواء يشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الأطفال، وبشكل خاص على نمو أدمغتهم وقدراتهم المعرفية، وقد أوضحت المنظمة، بالتعاون مع منظمات عالمية أخرى مثل اليونيسف، أن الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الهواء الملوث مقارنة بالبالغين، وذلك لعدة أسباب فسيولوجية تتعلق بمراحل النمو الحرجة لديهم.
لماذا يعتبر الأطفال الأكثر عرضة؟
تشير الدراسات والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال يواجهون مخاطر أكبر من تلوث الهواء للأسباب التالية:
ضعف الجهاز العصبي والمناعي:
لا تزال أجهزة الأطفال العصبية والمناعية في طور النمو، مما يجعلهم أقل قدرة على مقاومة تأثيرات الملوثات.
معدل التنفس المرتفع:
يتنفس الأطفال بمعدل أسرع من البالغين ويستنشقون كمية أكبر من الهواء بالنسبة لوزن أجسامهم، وبالتالي يتعرضون لجرعات أعلى من الملوثات.
سهولة اختراق الملوثات:
يمكن للجزيئات الدقيقة (PM2.5)، وهي من أخطر الملوثات، أن تنتقل بسهولة من الرئتين إلى مجرى الدم وتتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، لتصل إلى الدماغ وتسبب التهابًا عصبيًا وتلفًا في الأنسجة الدماغية.
التأثير على النمو المعرفي والدماغ:
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن التعرض لتلوث الهواء، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وخلال فترة ما قبل الولادة، يرتبط بتدهور القدرات المعرفية لدى الأطفال وتتضمن التأثيرات الموثقة ما يلي:
انخفاض مستوى الذكاء:
أظهرت دراسات متعددة وجود علاقة بين التعرض للملوثات وتراجع الأداء في اختبارات الذكاء، خاصة فيما يتعلق بمهام التفكير النقدي والقدرات غير اللفظية.
تأخر النمو الإدراكي:
يمكن أن يؤدي التلوث إلى تأخير في نمو الدماغ وتطور المهارات المعرفية الأساسية، بما في ذلك الذاكرة والتعلم.
اضطرابات سلوكية وعصبية:
يزيد تلوث الهواء من مخاطر الإصابة بمشاكل عصبية وسلوكية.
دعوات للعمل:
تدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تلوث الهواء وحماية الأطفال، وتشدد على ضرورة تطبيق إرشادات جودة الهواء العالمية، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.
دمتم بصحة وعافية