وتساؤلات حول العالم والمنطقة لهجوم الفجر شبه المتوقع

كتبت/ منال علي 

وهنا يطرح السؤالين الهامين، الأول وهو الأكثر هما، هل ذلك هو الوقت المناسب للرد الإيراني؟ والثاني هو هل الهدف من تلك الضربات الكبيرة هو التخلص من النظام الإيراني نفسه الآن؟ وهنا تنطرح عدة تساؤلات من تلقاء نفسها، خاصة في ظل التفوق الاستخباراتي للعدو والذي تحول إلى تفوق عسكري كاسح، متمثلاً فيما ذكر من أن إسرائيل وتحديداً (الموساد الإسرائيلي) اقام معسكراً للمسيرات الانقضاضية والتحضيرات لذلك الهجوم الذي حسب التقديرات الأولية، تشير إلى أنه قد تم الإعداد له بدقة متناهية، منذ أكثر من ثمانية أشهر، فإن إسرائيل لديها خياران: 
إما أن تسعى لقتل المرشد للتعجيل بإسقاط النظام، أو أن تؤجل هذه الخطوة وتتركه ليوقع بنفسه قرارا لوقف إطلاق النار يشبه وثيقة استسلام، على غرار ما حدث في لبنان، لتترك النظام الإيراني بعدها يواجه شعبه، حتى ينتهي، كما تتوقع ووفقاً لحالة حزب الله اللبناني، كنسخة بالكربون نتيجة للتغلل الاستخباراتي والتكتيك الاستراتيجي للعدو الاسرائيلي المتبع في المنطقة منذ وقت بعيد.
ولكن، وحسب التحليلات المتاحة، ففي الحالتين نحن ربما نشهد الآن أهتزازا لنظام كان أحد أركان المشهد الإقليمي، والذي رغم كل ما أصابه من اهتزازات، كان لدى الكثير قناعة أن باستطاعته فعل المزيد لردع العدو الإسرائيلي، لكن يبدوا أن إيران ربما خدعت باستمرار المحادثات النووية بجينيف وغيرها مع الأمريكيين. لكن يبقى السؤال الذي سيطرح بعد أيام أو أسابيع وهو عن مستقبل الدولة الإيرانية العريقة نفسها ، وما هي احتمالات استمرارها بنفس الحدود ، وما هو موقف القوميات المختلفة داخلها من أعراق مختلفة ؟ ويمتد هنا السؤال عن حتمية الرد على العدوان الإسرائيلي الكبير المدعوم من أمريكا، بالقطع نظراً لقوة معطياته ومتانة أساسه الاستخباراتي والعملياتي داخل أهم بقاع الأراضي الإيرانية وهي منشأت إيران النووية نفسها. صحيح أن هناك تهويلا كبيراً من جانب إسرائيل لتلك الضربة المباغتة ، لكن نظراً لما حققته من اغتيال لقادة كبار بحجم سلامي وباقري، فالأمر يمثل تحولا في قواعد الاشتباك لا محالة. 

فإن اهتزاز دولة كبرى أمام إسرائيل لن يكون كغيره، وإنما سيكون كسقوط نيزك كبير من السماء تتناثر شظاياه الحارقة ضاربة،وبشكل عشوائي خطير، كل مكان يصيبه.
google-playkhamsatmostaqltradent