عقود من الغموض والسحر تلف تلك اللوحة المعجزة، من ذا الذي لا يعرفها؟ إنها الموناليزا. أبدعها عبقري، ذو السبع صنايع، وقليل البخت في عصره .. ليوناردو دافنشي الذي احتاج ما يزيد عن اثنتا عشرة سنة، فقط، لرسم الابتسامة، وأحد عشر عاماً ليرسم العينين، ليبلغ مجموع السنوات التي احتاجها دافنشي اثنين وعشرين عاماً لرسم رائعته الاعجازية، والتي كان يحتفظ بها نابوليون بونابرت في حجرته بعد أن أخذها من ايطاليا، وهو موطنها الأصلي. لكن وقبل أن نحدد بعض أسرار تلك اللوحة لابد أن نعرف الفنان الذي قام برسمها وهو الايطالي"ليوناردو دافنشي" صاحب الأسرار الغامضة.
يعتبر "ليوناردو دافنشى"واحدا من أساطير عصر النهضة فى أوروبا، وكان يعد موسوعة فنية متحركة يمثل نهضة ثورية في عهد سحيق، ولسوء حظه، لم يقدر أهله الفن حق تقديره.
كان دافنشي رساماً ومهندساً وعالم نبات وكذلك عالم خرائط وجيولوجياً وموسيقياً ونحاتاً ومعمارياً وعالماً إيطالياً مشهوراً. ولأنه كان رجلاً عبقريًا ذا مواهب متعددة فى عصر النهضة، جسد دافنشي روح عصره، مما أدى إلى اكتشاف كبار نماذج التعبير فى مختلف مجالات الفن والمعرفة، وهو أحد أعظم عباقرة البشرية.
أما السر الأول من أسرار وخفايا الموناليزا فيكمن في عينها اليسرى التي اذا نظرت اليها ستجدها تنظر اليك من زوايا 30 بمعنى اصح ستظن انها مسكونة بالأشباح مما يجعل من يقف أمامها وكأنه فجأة قد انتقل الى متاهة لا خروج منها وكأن شبحا بالفعل قد سيطر على عقلة وأعجزه عن الخروج. أما السر الثاني فهو ابتسامتها الغامضة ...حيث أنك لو نظرت اليها وأنت سعيد ستراها سعيدة ومبتسمة مثلك وعلى العكس، لو نظرت اليها وأنت حزين ستراها حزينة مثلك وهذا الأمر عجيب، وليس له تفسير حتي الآن. وعن سرها الثالث والبديع فهو لو أنك نظرت اليها من أي اتجاه ستجدها تنظر إليك وحدك. لكن يبقى السؤال .. من هي الموناليزا نفسها؟ أي من هذه المرأة المرسومة في اللوحة التي مازال لم يعلم أحدا حتي الآن من هي! قال أحد الباحثين ان تلك المرأة المرسومة هي زوجة تاجر حرير طلب من دافنشي رسم زوجته. لكن الغريب أن دافنشي بعد أن انتهي من اللوحة لم يعطها للتاجر وهذا الأمر يفسر أن القصة غير ذلك وان المرأة مازالت مجهولة الهوية حتي الآن، خاصة أنها تحمل نفس ملامح الوجه الاساسية للرسام ليوناردو دافنشي نفسه.
إنما الامر العجيب، أنك لو ركزت علي رأس وشعر الموناليزا ستلاحظ هناك قطعة من الشال الرقيق يغطي رأسها وهذا دليل أن تلك المرأة من الأميرات.
ونظراً لكل هذه الأسرار والاحتراف في الرسم، صارت الموناليزا أشهر لوحة في العالم واستحقت شهرتها عن جدارة، لكن المؤلم في الأمر هو إهدار حق دافينشي في عصره حيث لم يقدر أحد مدى عبقرية هذا العملاق الذي خلق عالماً من الجمال في ظل قسوة الدنيا من حوله.