كتبت د/ سها بسطاوى
في دراسه ذكرت فيها أن الفيروسات ليست كائنات حية بالمعنى التقليدي، فهي لا تستطيع التكاثر أو القيام بالعمليات الأيضية بمفردها، بدلاً من ذلك، هي "طفيليات" ذكية تعتمد بشكل كلي على الخلايا المضيفة (مثل خلايا الإنسان) لتتكاثر وتحوّلها إلى مصانع لإنتاج المزيد من الفيروسات.
إليك الخطوات الرئيسية التي تتبعها الفيروسات في هذه العملية:
الارتباط (الامتزاز):
تبدأ العملية بارتباط الفيروس بخلية مضيفة محددة ، يمتلك الفيروس بروتينات خاصة على سطحه (مثل البروتينات الشوكية في فيروس كورونا) تتفاعل مع مستقبلات محددة على سطح الخلية المضيفة، هذا التخصص هو ما يحدد نوع الخلايا التي يمكن للفيروس أن يصيبها، على سبيل المثال فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) يصيب الخلايا التائية لأن بروتيناته السطحية تتفاعل مع مستقبلات معينة عليها.
الدخول (الاختراق):
بعد الارتباط، يدخل الفيروس إلى الخلية المضيفة، تختلف طريقة الدخول باختلاف نوع الفيروس، ولكن تشمل الطرق الشائعة:
الالتحام الغشائي: تندمج الطبقة الخارجية للفيروس (الغلاف الفيروسي) مع غشاء الخلية المضيفة، مما يسمح للمادة الوراثية للفيروس بالدخول.
البلعمة (الإدخال الخلوي): تبتلع الخلية المضيفة الجسيم الفيروسي بالكامل، كما لو كانت تبتلع جسيمات غذائية، يتم بعد ذلك إطلاق المادة الوراثية للفيروس داخل الخلية.
الحقن المباشر: تقوم بعض الفيروسات بحقن مادتها الوراثية مباشرة في سيتوبلازم الخلية المضيفة (كما هو الحال في بعض أنواع البكتريوفاج التي تصيب البكتيريا).
نزع الغلاف (فك التغليف):
بمجرد دخول الفيروس إلى الخلية، يتم تحرير مادته الوراثية (DNA أو RNA) من غلافه البروتيني (الكبسولة) ، يتم ذلك عادة بمساعدة إنزيمات الخلية المضيفة (الليزوزومات) التي تحلل بروتين الغلاف الفيروسي.
النسخ والترجمة (استنساخ المادة الوراثية وإنتاج البروتينات الفيروسية):
هذه هي المرحلة المحورية التي يتم فيها "اختطاف" الخلية، يستخدم الفيروس الآليات الخلوية المضيفة لإنتاج المزيد من نسخ مادته الوراثية وبروتيناته الخاصة.
نسخ الحمض النووي (DNA) أو الحمض النووي الريبوزي (RNA)، تستخدم الفيروسات الإنزيمات الخلوية المضيفة (مثل بوليميراز DNA أو RNA) لنسخ حمضها النووي أو الريبوزي، لإنتاج العديد من النسخ.
ترجمة الحمض النووي الريبوزي (RNA) إلى بروتينات: تستخدم الفيروسات الريبوسومات الموجودة في الخلية المضيفة لترجمة الحمض النووي الريبوزي (mRNA) الخاص بها إلى بروتينات فيروسية. هذه البروتينات تشمل:
بروتينات هيكلية و تشكل الغلاف الخارجي للفيروسات الجديدة.
بروتينات وظيفية هى إنزيمات ضرورية لعملية تكاثر الفيروس، أو بروتينات تعمل على تعطيل دفاعات الخلية المضيفة.
التجميع:
يتم تجميع المادة الوراثية الفيروسية والبروتينات الجديدة التي تم إنتاجها داخل الخلية المضيفة لتكوين فيروسات جديدة كاملة التكوين (فيريونات).
التحرر:
بمجرد تجميع الفيروسات الجديدة، يتم إطلاقها من الخلية المضيفة لتصيب خلايا أخرى. تختلف طرق التحرر:
التحلل الخلوي: تنفجر الخلية المضيفة وتموت، مما يحرر عددًا كبيرًا من الفيروسات.
التبرعم: تخرج الفيروسات المغلفة من الخلية عن طريق "التبرعم"، حيث تكتسب غلافها من غشاء الخلية المضيفة دون تدمير الخلية بالضرورة على الفور.
بهذه الطريقة، تحوّل الفيروسات الخلايا البشرية من وحدات وظيفية طبيعية إلى "مصانع" متخصصة لإنتاج المزيد من الجسيمات الفيروسية، مما يؤدي إلى انتشار العدوى في الجسم.
دمتم بصحة وعافية