كتبت دكتوره/ سها بسطاوى
علماء يكتشفون السبب الحقيقي لتجعد الأصابع عند نقعها في الماء أو بعد الاستحمام .
لطالما كان تجعد الأصابع بعد نقعها في الماء أو بعد الاستحمام ظاهرة محيرة للكثيرين، في السابق، كان يُعتقد أن السبب هو مجرد امتصاص الجلد للماء، مما يؤدي إلى تضخمه وظهور التجاعيد. ومع ذلك، كشفت الأبحاث الحديثة عن السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة، والذي يُعد أكثر تعقيدًا وإثارة للاهتمام.
أظهرت الدراسات العلمية أن تجعد الأصابع في الماء ليس مجرد عملية سلبية لامتصاص الماء، بل هو استجابة نشطة من قبل الجهاز العصبي اللاإرادي، هذا الجهاز هو المسؤول عن العديد من الوظائف اللاإرادية في الجسم، مثل تنظيم ضربات القلب والتنفس والهضم.
عندما تتعرض الأصابع للماء لفترة، تتفاعل الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة تحت الجلد، يقوم الجهاز العصبي اللاإرادي بإصدار إشارات تتسبب في انقباض هذه الأوعية الدموية، يؤدي هذا الانقباض إلى انخفاض طفيف في حجم الأصابع من الداخل، بينما يظل الجلد الخارجي كما هو، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد المميزة.
لماذا تحدث هذه الظاهرة؟
يعتقد العلماء أن هذه الاستجابة التطورية تخدم غرضًا وظيفيًا هامًا، تشير إحدى النظريات السائدة إلى أن تجعد الأصابع يساعد على تحسين القبضة في البيئات الرطبة أو تحت الماء، فالأخاديد التي تتشكل على الأصابع تعمل مثل "مداس" الإطارات، مما يزيد من الاحتكاك ويمنع الانزلاق عند الإمساك بالأشياء المبللة، يمكن تشبيه ذلك بكيفية تصميم إطارات السيارات لزيادة الثبات على الطرق المبللة.
وقد دعمت دراسات أجريت على متطوعين في تطبيق هذه النظرية، أظهرت هذه الدراسات أن الأشخاص الذين كانت أصابعهم متجعدة نتيجة التعرض للماء كانوا أفضل في التقاط ونقل الأجسام المبللة مقارنةً بمن كانت أصابعهم غير متجعدة.
إذًا، بدلاً من أن يكون مجرد نتيجة عرضية لامتصاص الماء، فإن تجعد الأصابع في الماء هو تكيف بيولوجي ذكي يساعدنا على التعامل بشكل أفضل مع الأسطح المبللة، هذا الاكتشاف يضيف بعدًا جديدًا لفهمنا لكيفية عمل أجسامنا وتكيفها مع البيئة المحيطة.
دمتم بصحة وعافية