كتبت د/ سها بسطاوى
تشير دراسات حديثة إلى أن "تنظيف الدماغ" يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض الخرف والزهايمر ، تُركّز هذه الدراسه على أهمية الجهاز الليمفاوي الدماغي (Glymphatic System)، وهو نظام متخصص في الدماغ يعمل على التخلص من الفضلات والسموم، بما في ذلك بروتينات "بيتا أميلويد" التي يُعتقد أنها تتراكم لتشكيل لويحات و تسبب الخرف.
الطريقة الأساسية لتنظيف الدماغ، وفقًا لهذه الدراسات، هي من خلال بعض التفاصيل و الآليات الأخرى.
إليك التفصيل للطريقة والآليات الأخرى التي تساهم في صحة الدماغ.
النوم الجيد والكافي:
للنوم الجيد دور رئيسي للجهاز الليمفاوي الدماغي أثناء النوم، ينشط الجهاز الليمفاوي الدماغي بشكل كبير، ويزداد تدفق السائل النخاعي (CSF) عبر الدماغ ، هذا السائل يعمل على "غسل" الدماغ من الفضلات والبروتينات الضارة التي تتراكم في خلال فترة اليقظة.
تأثير قلة النوم:
قلة النوم تؤدي إلى عدم كفاءة هذا الجهاز، مما يسمح بتراكم البروتينات السامة، وخاصة بروتينات بيتا أميلويد، والتي تزيد من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
أهمية النوم العميق:
تشير الأبحاث إلى أن النوم العميق بشكل خاص هو المرحلة الأساسية لإزالة الفضلات من الدماغ.
نصائح لتحسين النوم:
الحفاظ على جدول نوم منتظم.
خلق بيئة نوم مظلمة وهادئة ومريحة.
تجنب الكافيين والكحول قبل النوم.
يقاف تشغيل الهواتف والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث يمكن للضوء والطنين أن يعطل النوم.
ممارسة التمارين الرياضية:
تعزيز وظيفة الجهاز الليمفاوي للدماغ:
أثبتت الدراسات، خاصة على الحيوانات، أن التمارين الرياضية تعزز وظيفة الجهاز الليمفاوي الدماغي.
فوائد أخرى للدماغ :
تساعد التمارين الرياضية في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتقليل الالتهاب، وتحسين صحة الأوعية الدموية بشكل عام، وكلها عوامل مهمة للوقاية من الخرفو الزهايمر.
أهم النصائح:
ممارسة المشي السريع لمدة 45 دقيقة على الأقل 3 مرات في الأسبوع، أو 150 دقيقة من التمارين الرياضية أسبوعياً.
النظام الغذائي الصحي:
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:
تناول الكثير من الفواكه والخضروات التي تحتوي على مركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة يساهم في تعزيز صحة الدماغ وحمايته من التلف.
أحماض أوميغا 3 الدهنية:
الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 (مثل الأسماك) تساعد في الحفاظ على صحة خلايا الدماغ.
الحفاظ على مستويات السكر والكوليسترول:
التحكم في مستويات السكر والكوليسترول في الدم أمر بالغ الأهمية لتعزيز صحة الأوعية الدموية والدماغ.
شرب كميات كافية من الماء:
شرب كميات وافرة من السوائل (لا تقل عن 3 لترات يومياً) يساعد على تدفق الدم وغسيل الدماغ من الشوائب.
الحفاظ على صحة الأسنان:
ربطت دراسات حديثة بين أمراض اللثة الشديدة وضمور الدماغ، مما يؤكد أهمية الحفاظ على نظافة الفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام.
تجنب تلوث الهواء:
تلوث الهواء، وخاصة الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، يمكن أن يساهم في التهاب الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالخرف. يوصى بتجنب المشي على الطرق المزدحمة والبحث عن طرق بديلة في الشوارع الخلفية.
الأنشطة المحفزة للدماغ والتفاعل الاجتماعي:
الحفاظ على نشاط الدماغ من خلال القراءة وحل الألغاز وممارسة الألعاب الذهنية قد يؤخر بداية ظهور الخرف ويقلل من آثاره.
التفاعل الاجتماعي المنتظم يساهم أيضاً في تحسين صحة الدماغ.
الدراسات الحديثة تؤكد على أن النوم الجيد هو العامل الأساسي في عملية "تنظيف الدماغ" من الفضلات والبروتينات الضارة، والتي تلعب دوراً في تطور الخرف. بالإضافة إلى ذلك، فإن نمط الحياة الصحي الذي يشمل التمارين الرياضية، والنظام الغذائي المتوازن، والحفاظ على صحة الأسنان، وتجنب تلوث الهواء، والمحافظة على النشاط الذهني والاجتماعي، كلها عوامل تساعد في دعم وظيفة الجهاز الليمفاوي الدماغي والوقاية من الخرف و الزهايمر.
دمتم بصحة وعافية