كتبت د/ سها بسطاوى
تواجه بريطانيا حاليًا أزمة في مخزون الدم، مما دفع السلطات الصحية إلى إطلاق نداء عاجل للحصول على مليون متبرع جديد، وقد أدى انخفاض مخزون الدم إلى إصدار "إنذار أصفر" العام الماضي و منذ ازمه كورونا ، والمخزونات لا تزال منخفضة منذ ذلك الحين.
هناك عدة عوامل قد تكون ساهمت في هذه الأزمة:
فضيحة الدم الملوث:
تاريخيًا، شهدت بريطانيا فضيحة "الدم الملوث" في السبعينات والثمانينات، حيث تم نقل دم ملوث بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والتهاب الكبد الوبائي "سي" لعشرات الآلاف من الأشخاص، مما أدى إلى وفاة حوالي 3000 شخص. هذه الفضيحة أثرت بشكل كبير على الثقة العامة وقد تكون لها آثار طويلة الأمد على رغبة الناس في التبرع بالدم.
معايير الأهلية للتبرع:
في السابق، كانت هناك قيود صارمة على بعض الفئات من السكان، مثل الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين، ومَن سافروا إلى مناطق ينتشر فيها فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، على الرغم من تخفيف بعض هذه القيود مؤخرًا لتشجيع المزيد من المتبرعين، إلا أن آثارها قد لا تزال قائمة.
الحاجة الماسة لدم الذكور:
على وجه الخصوص، هناك حاجة إلى المزيد من المتبرعين الذكور، نظرًا لارتفاع مستوى الحديد في دمهم، مما يجعله مفيدًا لبعض المرضى الذين يعتمدون على عمليات نقل الدم المنتظمة، كما أن النساء قد ينتجن أجسامًا مضادة أثناء الحمل، مما يجعل دمهن غير مناسب لبعض عمليات نقل الدم المتخصصة.
انخفاض أعداد المتبرعين الجدد:
في العام الماضي، كان 41% فقط من المتبرعين الجدد بالدم في إنجلترا من الرجال، مما يشير إلى وجود خلل في التوازن بين الجنسين في أعداد المتبرعين.
تسعى السلطات الصحية البريطانية جاهدة لتشجيع المزيد من الأشخاص على التبرع بالدم بانتظام، مع التأكيد على أن كل متبرع يمكن أن ينقذ حياة.
دمتم بصحة وعافية