كتبت/ آلاء عبدالله
يتزايد القلق داخل الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل من تحوّل المواجهة الحالية مع إيران إلى حرب مفتوحة وطويلة الأمد، وسط تصاعد الضربات المتبادلة وغياب مؤشرات على تهدئة قريبة.
وتعالت التحذيرات من أن الانخراط المتواصل في عمليات عسكرية ضد أهداف إيرانية، قد يجرّ المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق، يُعرف بدايته لكن لا يمكن التنبؤ بنهايته، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية المتكررة بالرد المباشر وباستخدام أسلحة غير تقليدية.
ووصفت بعض الصحف العبرية الوضع بأنه "بداية حرب قد لا تنتهي"، مشيرة إلى أن حجم الأضرار في الداخل الإسرائيلي نتيجة الضربات الإيرانية الأخيرة لم يكن متوقعًا، ما يزيد من الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرارات حاسمة.
في المقابل، يرى محللون أن إيران تستثمر في استراتيجية "الردع التصاعدي"، فيما تستمر إسرائيل في استهداف منشآت حيوية داخل الأراضي الإيرانية، الأمر الذي يعقّد فرص الوساطة الدولية ويُبعد أي أفق للتسوية في الوقت الراهن.
"الإندبندنت": مخاوف في تل أبيب من حرب لا نهاية لها.. وترامب يصعّد الهجوم على إيران
سلّطت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على تداعيات التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل على المدنيين في الداخل الإسرائيلي، خاصة بعد دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط المواجهة بتوجيه ضربات إلى ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وذكرت الصحيفة أن حالة من القلق تسيطر على الشارع الإسرائيلي، مع تصاعد المخاوف من انزلاق البلاد إلى "حرب أبدية"، بحسب وصفها. ونقلت عن رافيتا يمني، وهي إحدى المتضررات من القصف الإيراني الذي دمّر شقتها بالكامل في شمال تل أبيب، قولها: "أعتقد أنها حرب حمقاء. نحن متنمرون، وهم أيضًا. الجميع فقد صوابه. نريد فقط أن نعيش بسلام، وكذلك الإيرانيون، لكن القادة لا يسمحون بذلك".
وأشارت الصحيفة إلى أن تساؤل "ماذا بعد؟" أصبح هو المحور الرئيسي الذي يشغل بال الكثيرين في إسرائيل، خاصة في ظل ما تعتبره الصحيفة استمرارًا لدائرة العنف التي طالت الطرفين، وأثّرت على حياة الآلاف من المدنيين في إيران، غزة، وإسرائيل.
وأوضحت الإندبندنت أن ترامب أعلن سيطرة بلاده الكاملة على الوضع في إيران بعد تنفيذ واشنطن هجمات شملت إطلاق 30 صاروخًا من نوع "توماهوك" وست قنابل خارقة للتحصينات على منشأة "فوردو" النووية، زاعمًا تدمير القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل.
لكن الصحيفة شككت في دقة هذا التقييم، مشيرة إلى أن منشأة فوردو، المحصّنة بعمق نصف ميل داخل جبل، تُعد هدفًا شديد التحصين، وقد لا يتم التأكد من نجاح الضربة الأمريكية إلا بعد مرور عدة أيام.
في المقابل، أعربت القيادة الإسرائيلية عن ارتياحها للدعم الأمريكي، حيث اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "القرار الجريء للرئيس ترامب باستهداف المنشآت النووية الإيرانية قد يغير مجرى التاريخ".
واختتمت الإندبندنت تقريرها بالإشارة إلى أن هذا التغيير قد يكون حاسمًا، لكن يبقى السؤال: هل سيكون ذلك في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة أم لا؟ خصوصًا أن إيران أعلنت من جهتها أن منشآت فوردو لا تزال سليمة.