كتبت: منال علي
في خطوة جديدة نحو عالم متعدد الأقطاب، كما يحلو لعملاق الشرق أن تسميه، وفي تحد واضح لمبادئ، تراها الولايات المتحدة الأمريكية من الثوابت الراسخة، ورغم قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالياً بعقد صفقات تريليونيه مع دول الخليج الثلاثة، المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة لتعزيز الشراكة مع دول الخليج التي تعتبرها الولايات المتحدة منطقة نفوذ تاريخية، تظهر الصين في الصورة وتعلن دعمها لمطار صنعاء بأساطيل من الطائرات المدنية من طراز C919 و C929، وهي طائرات صينية الصنع اكتسبت شهرة واسعة وسمعة طيبة واصبحت كل واحدة منها فخراً للصناعة الوطنية في مجال الطيران المدني الصيني، الأمر الذي يتطلب إعادة المطار الى العمل مرة أخرى من أجل استجلاب تلك الطائرات المدنية المتميزة لذا ستكمل الصين المهمة بإعادة تأهيل مطار وميناء الحديدة الاستراتيجي الذي قامت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتدميره، مع مصنع باجل للأسمنت الذي يزيد عمره عن مائة عام، أثناء حربها على الحوثيين في إطار الحرب على اليمن لاستعادة السيطرة على البحر الأحمر قبل أن تبرم أمريكا اتفاقاً أحاديا لوقف إطلاق النار مع الحوثي منذ أيام قليلة ماضية.
ويرى المحللون السياسيون من وجهة نظر جيوستراتيجية أن تطوير الصين لمطار صنعاء يعتبر خطوة إستراتيجية مهمة لتعزيز العلاقات بين الصين واليمن بعد الاعتداء الأمريكي الأخير الذي أسفر عن خسائر مدنية ولوجيستية، ويعزز التأثير الاقتصادي والسياسي للصين في المنطقة عبر بؤرة صراع متقد لكنه يمكن أن يساهم في تحسين البنية التحتية في اليمن، وتعزيز القدرات اللوجستية والاقتصادية للمطار، مما يفتح فرصاً جديدة للتجارة والاستثمار بين الصين واليمن. ومن ثم يمكن أن يساعد هذا المشروع أيضاً في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال تحسين الرقابة والمراقبة على الحركة الجوية، وتعزيز القدرات الأمنية للمطار.
ومع ذلك، فإن هذا المشروع يمكن أن يثير حفيظة بعض القوى الإقليمية التي ربما ترى أن ذلك قد يكون له تأثيرات هامة وملحوظة على المنطقة ويتطلب دراسة وتحليل دقيقين لتأثيراته المحتملة على الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن والمنطقة.
ولكن ترى الصين، من جانبها، أنه من خلال التعاون والتنسيق الجيوستراتيجي مع اليمن من الممكن تحقيق الاستقرار من خلال التعاون الاقتصادي والتنموي وجعله أمرا ممكناً بل ومساهما في مجال تطور استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية وحسن الجوار.