كتبت / يارا المصري
يعكس مزاج الجمهور الفلسطيني رغبة قوية للاحتفال برمضان هذا العام بهدوء ، وهناك معارضة كبيرة لأعمال العنف في القدس والضفة الغربية. تتوقع الأسواق الفلسطينية حركة نشطة وزيادة في المشتريات العامة في جميع المحافظات.
كذلك لم تتوقف الاتصالات الحكومية واللقاءات السرية والعلنية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لضمان مرور شهر رمضان بهدوء في الأراضي الفلسطينية وخاصة بمدينة القدس المحتلة
ويسترجع الدبلوماسيون والمسؤولون العرب والأجانب مشاهد الاشتباكات في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في رمضان الماضي، ولا يريدون أن تتكرر من جديد هذا العام.
وتركزت الاتصالات بشكل خاص على فترة عيد الفصح الذي يتواصل من 15 إلى 22 أبريل، وهو ما يتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
ويكثف المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى خلال فترات الأعياد اليهودية وبخاصة عيد الفصح، ويخشى المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون من أن تزامن هذه الاقتحامات مع الوجود الكثيف المتوقع للمصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان سيفجر الأوضاع.
ويطالب المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون والعرب إسرائيل احترام الوضع القائم بالمسجد الأقصى والذي بموجبه فإن المسجد هو لصلاة المسلمين وحدهم ولكن وسائل إعلام عبرية قالت إن الشرطة الإسرائيلية قررت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان "كالمعتاد".
ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى يومياً، ما عدا يومي الجمعة والسبت، في خطوة لطالما نددت بها دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس وطالبت بوقفها.
وقال مسؤول فلسطيني كبير: "هناك اتصالات ولقاءات كثيفة، معلنة وغير معلنة، بهدف ضمان رمضان هادئ وخاصة بالقدس الشرقية المحتلة".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "تشارك في هذه الاتصالات واللقاءات الولايات المتحدة والأردن والاتحاد الأوروبي ومصر".
وتابع: "الموقف الفلسطيني في كل هذه اللقاءات والاتصالات كان واضحا وهو أن الهدوء يتطلب من إسرائيل أن توقف انتهاكاتها واستفزازاتها بالقدس بما في ذلك اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وعمليات الهدم وإخلاء المنازل والاعتداءات على المواطنين وعنف المستوطنين وأن يتمكن الفلسطينيون من كل أنحاء الأراضي الفلسطينية من أداء صلواتهم بالأقصى دون قيود".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بحث هذا الأمر مع مسؤولين إسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء نقتالي بينيت، الأحد الماضي، قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في نفس اليوم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني في رام الله: "سنعمل على منع الإجراءات التي يتخذها أي من الجانبين والتي يمكن أن تزيد من التوترات".