recent
أخبار ساخنة

حقيقة شم النسيم والإحتفال به

الصفحة الرئيسية




كتبت / مرفت رمضان 



 "شم النسيم" هو عيد مصري قديم، احتفل به المصريون القدماء منذ عام 2700 قبل الميلاد أي قبل نحو 5 آلاف سنة،  في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، بحسب موقع "إتش هيستوري".

 كما أن كلمة "شم النسيم"، جاءت من كلمة "شمو" الهيروغليفية، وترمز إلى عودة الحياة من جديد، فالمصريون القدماء اعتبروا أن الربيع هو الحصاد، أي بداية جديدة للحياة، التي تصل إلى نهايتها في الشتاء ثم تتجدد.


وقد  كان المصري القديم  يقسم السنة إلى 3 فصول، وهي: "أخت" وهو فصل الفيضان، و"برت" وهو فصل "الإنبات"، و"شمو" وهو فصل "الحصاد"، ومن هذه التسمية أخذت كلمة شم، وهى تعنى فصل شمو أي الحصاد، وتجدد الحياة واستمرار الوجود، وأضيفت لها في لغتنا العربية كلمة النسيم.

وقد أخذ اليهود عن الفراعنة الاحتفال بشم النسيم، لأن وقت خروجهم من مصر مع النبي "موسى"، تزامن مع الاحتفال بشم النسيم، وحسب الروايات التاريخية، جاء اختيار اليهود للخروج في هذا اليوم بسبب انشغال المصريين بالاحتفال، حتى لا يشعروا بهم أثناء هروبهم، لذلك جعلوا هذا اليوم رأسا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفصح"، أي يوم الخروج.

وعندما دخلت المسيحية مصر جاء "عيد القيامة" متزامنا مع احتفال المصريين بشم النسيم، فكان احتفال المسحيين بعيدهم في يوم الأحد، ويليه مباشرة "شم النسيم" يوم الإثنين. 

وحمل عيد "شم النسيم" طابع الاحتفال الشعبي منذ عصور قديمة للغاية، سجلها المصري القديم في نقوشه على جدران مقابره، ليخلّد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم، فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتريض، والاستمتاع بالزهور والنبات الأخضر على الأرض، حاملين صنوف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيرها، وحافظ عليها المصريون حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن.

وحرص المصري القديم على أن تضم قائمة طعامه في "شم النسيم" عددا من الأطعمة التي لم يكن اختيارها محض عشوائية أو صدفة بحتة، بل كانت تحمل مدلولا دينيا وفكريا ارتبط بعقيدته خلال احتفاله بالمناسبة، من بينها أطعمة أساسية كالبيض، والسمك المملح (الفسيخ)، والبصل، والخس، والحُمص الأخضر (الملانة).
وترمز البيضة إلى التجدد وبداية خلق جديد في العقيدة الدينية المصرية، وحرص المصري على تناول السمك المملح (الفسيخ) في هذه المناسبة مع بداية تقديسه نهر النيل،  وأولى المصريون أهمية كبيرة لتناول نبات البصل، لارتباطه بأسطورة قديمة تحدثت عن شفاء أمير صغير من مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه، وكان البصل سببا في الشفاء بعد أن وُضع النبات تحت وسادة الأمير، واستنشقه عند شروق الشمس في يوم وافق احتفال المصريين بعيد "شم النسيم" فكُتب له الشفاء، فأصبح تقليدا حافظ عليه المصريون حتى الآن.

كما حمل تناول المصري القديم لنبات الخس في هذه المناسبة دلالة رمزية وعقائدية أخرى، لارتباط هذا النبات بالإله "مين"، إله الخصوبة والتناسل. كما أشارت بردية "إيبرس" الطبية إلى فائدة تناوله كعلاج لأمراض الجهاز الهضمي.

أما الحمُص الأخضر، المعروف باسم "الملانة"، فقد عرفته عصور الدولة القديمة، وأطلق عليه المصريون اسم "حور-بك"، وكان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة عند المصري، لأن ثمرة الحمُص عندما تمتليء وتنضج، ترمز عنده بقدوم فترة الربيع، فصل التجدد وازدهار الحياة.
google-playkhamsatmostaqltradent