مصر ترسخ ريادتها الدولية بإطلاق المؤتمر العالمي للصحة والتنمية بنجاح في يومه الأول



بقلم: إيمان عوض

في سياق استراتيجية البناء التي تنتهجها الدولة برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد القاهرة وعلى مدار أربعة أيام خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر الجاري، انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والتنمية، تحت شعار "تمكين الأفراد، تعزيز التقدم، إتاحة الفرص"، في خطوة برهنت بها الدولة المصرية أن فلسفة الإنفاق على الصحة قد تحولت إلى استثمار استراتيجي حقيقي ومحرك أساسي للنمو والاستقرار، لا مجرد تكلفة عابرة.

إذ تُوِّجت جهود مصر الجبارة بشهادة دولية مشرفة، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال الافتتاح القضاء التام لمصر على مرض التراكوما، ليُسجل هذا الإنجاز التاريخي في سجل انتصارات الدولة على الأمراض.

كما استعرضت وزارة الصحة خطة استدامة القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي (2025-2030)، وهي الأولى من نوعها عالمياً، وتستهدف الإزالة الكاملة لفيروسي «B» و«C» بحلول عام 2030، ترسيخاً لنجاحات مبادرة "100 مليون صحة" الخالدة.

وقد كشف الدكتور خالد عبد الغفار، في مستهل المؤتمر، عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية الطموحة للأمراض النادرة، التي تقوم على أربعة محاور راسخة لتعزيز الكشف المبكر والرعاية المتخصصة وتوسيع فحص حديثي الولادة، بدعم قوي من المشروع القومي للجينوم المصري.

وأظهرت الأرقام الرسمية قفزة نوعية غير مسبوقة في الإنفاق الصحي، حيث تضاعفت الموازنة بأكثر من 9 أضعاف لتصل إلى 406.47 مليار جنيه في عام 2025، وهو دليل قاطع على أن مصر تعتبر صحة مواطنيها الأساس الأقوى للتنمية.

قاد نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان بنجاح واقتدار الجلسة الحوارية الاستراتيجية حول "الاستثمار في الرعاية الصحية"، مؤكداً أن الشراكة مع القطاع الخاص تمثل ركيزة لتحسين جودة الخدمات بالتوازي مع تطبيق التأمين الصحي الشامل.

فضلاً عن إدارة جلسة وزارية موسعة بعنوان "التنمية البشرية: التمكين والفرص والمستقبل"، بمشاركة ثمانية وزراء، استعرضت فيها الدولة تكامل جهودها الوطنية التي دفعت بمؤشرات التنمية البشرية إلى 0.754، وخصصت 28% من إجمالي استثماراتها العامة لهذا الملف الحيوي، لتؤكد أن بناء الإنسان هو الهدف الأسمى للدولة.

وقد عززت مصر دورها كقوة إقليمية ضاربة في الدبلوماسية الصحية، حيث عقد الدكتور خالد عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، لقاءات ثنائية هامة، استقبل فيها الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة صحة البحرين، لبحث التعاون المشترك، والتقى الدكتورة نوف سليمان، الأمين العام للجنة "الصحة في جميع السياسات" بالمملكة العربية السعودية. وتمخضت هذه اللقاءات عن اتفاقات لتعميق التعاون وتبادل الخبرات الفنية في التحول الرقمي ومنظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدةً على التزام القيادة المصرية بتعزيز الأمن الصحي العربي المشترك.

ومن المتوقع أن يدفع هذا المؤتمر إلى تفعيل الاستراتيجيات الوطنية كالتي تخص الأمراض النادرة، وتأمين الإزالة الكاملة للفيروسات الكبدية بحلول 2030. كما من المتوقع أن يعزز المؤتمر من التكامل الحكومي عبر تطبيق نهج "الصحة في جميع السياسات" لتحسين التنمية البشرية، وتعميق الشراكات مع القطاع الخاص والدول الشقيقة في مجالات التحول الرقمي والتأمين الصحي.

google-playkhamsatmostaqltradent