مدير الاستخبارات الأمريكية في محاولة لتشويه سمعة مصر يعترف بشرب الحشيش


بقلم :إيمان عوض

انتشر من فترة قصيرة الخبر اللي قاله مدير الاستخبارات الأمريكية السابق جون بيرنان، عن تدخينه "الحشيش" في خان الخليلي من سنين طويلة، وأحدث قلق كبير مما فتح نار الانتقادات وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم.

وفي الحقيقة إن الخبر ده مش عابر كده ولا المسألة مجرد ممارسات فردية غلط ممكن تحصل في أي بلد، إنما التصريح ده صدر على لسان بيرنان اللي هو مش "خواجة" عادي زي أي خواجة غلبان جاي في سلام من اللي بنشوفهم.

لعبته مكشوفة، وهي تصدير فكرة أنه خواجة وبيتكلم بسلامة نية عشان الشعب المصري مضياف ولما بيلاقي حد غريب بيحن عليه من نخوته اللي نابعة من أصله ومعدنه الأصيل، فيتعاطف معاه.

الرواية دي مش هتمر كده و السلام، لأن جون بيرنان مش خواجة عادي ولا حتى جاي في سلام، ده جاي يكسر أمن وسلام بنشر مزاعم تضرب كلام ترامب لما قال قبل كده إن "شوارع مصر أمان أكتر من أمريكا كمان".

ده راجل سياسة وشغل منصب دبلوماسي، وكلمة "دبلوماسي" دي تحتيها ألف خط؛ يعني بيلعب بالكلام وبيعرف قانون أمريكا ومصر تمام.

ده راجل كان شاغل منصب مدير أهم جهاز استخباراتي في العالم، وقبلها كان دبلوماسي، والدبلوماسي بيعرف يختار كلماته كويس أوي، وعارف إيه اللي ممكن يسبب أزمة وإيه اللي يعدي.

يعني قصة الحشيش دي مش "زلة لسان" أو اعتراف بريء.

الزيتونة في إن الراجل ده أصلاً بيروج الحكاية دي في إطار دعاية لمذكراته اللي اسمها "Undaunted" أو بالعربي "اللي ما يقدرش عليه حد" أو تقدر تسميه "الفاجر".

المذكرات دي بتناقش بعمق شغله في السي آي إيه ومواقفه الحادة ضد أعداء أمريكا، وخصوصاً انتقاداته لإدارة ترامب.

وهو بيسرد الأحداث دي اللي حصلت في السبعينات عشان يضرب عصفورين بحجر: يناقض كلام ترامب اللي مبيفهمش حاجة، ويشوه سمعة مصر، وأهو يعرف يعمل دعاية سوقية (أقصد تسويقية) لكتابه عشان يبيع الكتاب!

بيرنان دارس قوانين البلدين، وعارف إن المخدرات (الحشيش) جريمة بيعاقب عليها القانون، وعارف إيه تأثير الكلام ده على سمعة أي بلد.

فلما ييجي مدير استخبارات سابق زي بيرنان، ويقول إن "ثقافة سائدة" في مصر كانت بتشجع على تعاطي المخدرات، ده مش مجرد حنين للماضي، ده محاولة لضرب صورة الأمان والسلام اللي مصر بتصدرها دلوقتي للعالم.

وكأن فيه رسالة بتقول: لا تصدقوا اللي بتشوفوه دلوقتي، فيه تاريخ "مُخالف" للأخلاق والقانون كان موجود!

الراجل ده شغلته سياسة، ولعب السياسة لا يحتاج إلى "خواجة" ساذج. ده محاولة واضحة لكسر صورة مصر الجديدة اللي بتنافس في الريادة والسياحة والأمن.

وبما إننا بنتكلم بصراحة، وتصريحه كان مجرد "اعتراف" عشان يبيع الكتاب... مش غريبة إنك تعترف قدام العالم كله بجريمة يعاقب عليها القانون في مصر وأمريكا؟

السؤال هنا: يا جون بيرنان، إيه اللي يمنع دلوقتي إن حد يوجهلك بلاغ رسمي للسلطات (المصرية أو الأمريكية) باعتبار إنك اعترفت رسميًا بارتكاب جريمة؟
ما هو البيت الأبيض نفسه دلوقتي بقى كل واحد فيه بيعمل اللي على مزاجه من غير حساب، والدليل على كده التصعيد غير المسبوق في لهجة المسؤولين الأمريكان مع الصحفيين!

زي ما حصل مع مراسل البيت الأبيض "إس في ديت" المعروف بأسئلته الحادة، اللي سأل المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عن اختيار مكان لقاء ترامب وبوتين، ردت عليه مرتين بالظبط "أمك من اختارت المكان"!

ولما سأل البنتاغون عن سبب لبس وزير الدفاع ربطة عنق بألوان روسيا، كان الرد "لأن أمك من اشترتها له".

ما هي المسألة مش بس في "الخواجة" اللي في مصر، المسألة في القيم اللي بيصدرها هما نفسهم من أعلى المستويات!

مصر بتفضل شامخة بأخلاقها وقيمها وقوانينها. وقصة "الحشيش" دي مجرد محاولة بائسة لتشويه، ومحدش هيصدق قصة "الخواجة اللي مش فاهم حاجة" دي!

الخلاصة، أنا من ساعة ما سمعت الخبر ده وأغنية الخواجة ابن أمريكا بتاعت محمد منير بترن في وداني: فتح عيونك جلجل لكل من جه يتحنجل، أصل الخواجة ابن أمريكا لما بيدخل حواريكا يا إما ياخدك في بطاطته يا إما يا ابني هيإذيكا... أصل الخواجة ابن أمريكا هو اللي بدع الشيكات بيكا، تدخل معاه عايز تلعب هيرقصك سامبا و سيكا.
google-playkhamsatmostaqltradent