هجوم رقمي واسع استهدف المتحف الكبير بصور "غير حقيقية"!


بقلم : ايمان عوض 

في خضم الاحتفال المشرف الذي ابهر العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي مثل تتويجاً للحضارة المصرية العريقه، 

اشتعلت معركة إلكترونية غير مسبوقة بمواقع و منصات التواصل الاجتماعي ، تجاوزت المنافسة التقليدية لتصل إلى حد استخدام التضليل والتزييف لتشويه رموز مصر الكبرى. 

هذا التصعيد كشف عن حرب باردة على الهُوية، تغذيها مقارنة بين عظمة الأثر المصري الأصيل وبين حداثة الترفيه الإقليمي.

بدأت شرارة المقارنة عندما رفض المدرب العالمي يورغن كلوب زيارة مجسمات الأهرامات الخشبية ضمن فعاليات موسم الرياض، مُعلناً تفضيله رؤية الإرث التاريخي الحقيقي في الجيزة.

 هذا الموقف الحاسم تبعه بفترة وجيزة حادث مؤسف في أوائل نوفمبر 2025، حيث اندلع حريق في الرياض والتهم تلك المجسمات الخشبية الضخمة الترفيهية التي كانت نماذج تحاكي أهرامات مصر الثلاثه ، مما سلط الضوء على الفرق بين الأصالة والمحاكاه المقلده.
و لم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل شهدت منصات التواصل منافسة ثقافية علنية، حيث قامت بعض الحسابات السعودية، وربما إحدى المؤثرات على وجه الخصوص، بنشر صور لقطع أثرية حقيقية موجودة في المتاحف السعودية (تعود لحضارات قديمة في العلا أو الفاو)، مصحوبة بتعليقات تفتخر بهذه الآثار وتدعو المصريين إلى "الانقهار" أو المقارنة بشكل يوحي بالتحدي المباشر لعظمة الآثار المصرية.

وبلغت هذه المنافسه ذروتها في 10 نوفمبر 2025، عندما أثيرت شائعة كبرى مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، زعمت وقوع حريق هائل في المتحف المصري الكبير.
  بتداول صور مفبركة ومصممة ببراعة على موقع "إكس"، حاصدة ملايين المشاهدات، بهدف بث الفزع والتشكيك في سلامة المشروع الحضاري الأهم في مصر.
وقد سارعت مصادر مطلعة بوزارة السياحة والآثار لنفي هذه الإشاعة نفياً قاطعاً، مؤكدة أن المتحف استقبل زواره "بشكل طبيعي" في نفس اليوم، وأن الصور المتداولة كانت مزيفة بالكامل.

 هذا الرد الرسمي كشف أن التزامن بين حريق مجسمات الترفيه والمزايدات العلنية بآثار العلا والفاو، وإشاعة تدمير المتحف بالـ AI، يشير إلى محاولات ممنهجة تهدف إلى استغلال الجدل الرقمي لإثارة الفوضى والتشكيك في أصالة وسلامة الرمز الأكبر للحضارة المصرية.

ولا يسعنا إلا القول إن التاريخ المصري لا يحتاج لإثبات لعراقته فالعالم بأسره شاهد على ذلك ، حفظ الله مصر وشعبها وأرضها شامخه بين حضارة الماضي و باقيه بحضارة تبى في الحاضر.
google-playkhamsatmostaqltradent