مصر صوت الحكمة والعقل في زمن الأزمات


كتبت/ شهد تامر 

منذ اندلاع الحرب، لعبت القاهرة دورًا محوريًا في جميع مراحل الأزمة، فلم تكتفِ بإدانة العدوان، بل فتحت معبر رفح أمام القوافل الإنسانية ونسقت مع الأمم المتحدة لإدخال الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، مشددًا على أن مصر لن تقبل بأي محاولات للتهجير القسري أو تصفية القضية الفلسطينية، وأن الحل لن يكون بالسلاح، بل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف الرئيس أن مصر لا تسعى إلى مكاسب سياسية، بل تتحرك بدافع الإنسانية والمسؤولية التاريخية، وتواصل العمل من أجل وقف شامل لإطلاق النار واستعادة الهدوء في غزة.

شرعية دولية ودعم واسع للتحرك المصري

شهد المؤتمر حضورًا دوليًا واسعًا وتغطية إعلامية عالمية مكثفة، حيث أجمع المشاركون على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار ورفض تهجير المدنيين أو فرض واقع جديد داخل غزة.

وأكدت كلمات القادة دعمهم الكامل للجهود المصرية باعتبارها الجهة القادرة على التواصل مع جميع الأطراف وتحقيق توازن سياسي وإنساني يضمن إنهاء الأزمة.

كما نوقشت مبادرات عاجلة لإنشاء ممرات إنسانية آمنة، وتشكيل لجنة متابعة مشتركة تضم مصر والأردن وقطر بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

أبرز نتائج المؤتمر

1 تعهدات دولية بزيادة حجم المساعدات الإنسانية عبر الأراضي المصرية.
2 إدانة واضحة لأي محاولات للتهجير القسري واعتبارها مخالفة للقانون الدولي.
3 تجديد الدعم الكامل للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
4 استمرار التنسيق الأمني والسياسي مع القاهرة لمتابعة التطورات وضمان وصول المساعدات.
5 التأكيد على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام.

الوضع الإنساني في غزة في صدارة المشهد

قدّم ممثلو المنظمات الإنسانية تقارير صادمة عن حجم الدمار في القطاع، مع انهيار منظومات الصحة والتعليم وتهديد الملايين بالجوع والمرض، وهو ما دفع مصر لتجديد دعوتها للعالم بضرورة التحرك العاجل لإعادة الإعمار وإنقاذ المدنيين.

مصر.. توازن بين السياسة والإنسانية

نجحت القاهرة في جمع أطراف مختلفة على طاولة واحدة دون انحياز، معتمدة على دبلوماسيتها الهادئة ومصداقيتها الإقليمية، لتثبت مجددًا أنها قلب العالم العربي النابض ومسار السلام الحقيقي في المنطقة.

ختامًا

لم يكن مؤتمر شرم الشيخ مجرد اجتماع سياسي، بل رسالة إنسانية من مصر إلى العالم:
أن العدل لا يتحقق إلا بالسلام، وأن السلام لا يكون إلا بإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ومع اشتعال الأزمات الإقليمية، تواصل مصر تأكيد دورها كـ صوت العقل والتوازن، ماضية بثبات نحو سلام عادل وشامل يحفظ كرامة الإنسان العربي ويعيد للقضية الفلسطينية مكانتها في الوجدان العالمي.
google-playkhamsatmostaqltradent