مريم نعوم تتألق على السجادة الحمراء بتصميم من "التلي الصعيدي".. لمسة فرعونية تُعيد التراث للأضواء


كتب / محمود عبدالحليم

خطفَت الكاتبة مريم نعوم الأنظار بإطلالة مميزة على السجادة الحمراء في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث تألقت بفستان أسود أنيق بدون أكمام، زُيِّن من الخصر بقماش التلي الصعيدي المطرّز على هيئة مثلثات هندسية، مما أضفى على إطلالتها لمسة من الأصالة المصرية الممزوجة بالأناقة العصرية.

ونسّقت نعوم إطلالتها بتسريحة شعر بسيطة ومكياج ناعم، مع إكسسوارات لافتة أبرزت جمال التصميم الفريد، لتعيد إلى الأذهان التراث المصري القديم الذي أُلهم منه هذا النوع من الأقمشة.

ويُعد قماش التلي من أبرز مفردات الحِرف التراثية في صعيد مصر، حيث يعود تاريخه إلى العصور الفرعونية، بعدما عثرت البعثات الأثرية على نماذج منه داخل مقابر المصريين القدماء. ولا يزال هذا القماش رمزاً للفخر والأنوثة في أزياء نساء الصعيد حتى اليوم.

وتستوحي الرسومات المطرّزة على التلي من الرموز المصرية القديمة، مثل الخطوط المنكسرة التي تعبّر عن نهر النيل، والمثلثات التي ترمز إلى جبال الصعيد بين مدينتي سوهاج وأسيوط، وهما المنطقتان اللتان تُعدان منبع صناعة التلي في مصر.

ويُصنع هذا القماش من خيوط فضية مطلية بنسبة تصل إلى 80% من الفضة، ما يمنحه بريقاً مميزاً يجعله خياراً فاخراً لتصميم فساتين السهرة والزفاف والخطوبة. وقد تجاوزت شهرته حدود مصر ليصل إلى عواصم الموضة العالمية، إذ ارتداه نجم هوليوود توم كروز كوشاح في أحد أفلامه عام 2012.

كما ارتبط "التلي" بأسماء لامعة في تاريخ السينما المصرية مثل تحية كاريوكا وسامية جمال وإسعاد يونس، اللواتي جسّدن أناقة المرأة المصرية في أبهى صورها.

وبذلك أعادت مريم نعوم بإطلالتها الراقية التراث الصعيدي والفن الفرعوني إلى بريق السجادة الحمراء، لتؤكد أن الموضة المصرية قادرة دائماً على الجمع بين الأصالة والحداثة.
google-playkhamsatmostaqltradent