كتب/ البدر رمضان
في مفاجأة مدوية تشهدها القارة السمراء، حجز منتخب كاب فيردي (الرأس الأخضر) مقعده في نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه، بعدما حقق فوزًا ثمينًا على منتخب إسواتيني في ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، ليتفوق في جدول المجموعة على منتخب الكاميرون العريق ويخطف بطاقة التأهل التاريخية.
المنتخب الملقب بـ"القروش الزرقاء" قدّم مشوارًا استثنائيًا في التصفيات، تميّز بالانضباط التكتيكي والروح القتالية العالية، واستطاع أن يفرض نفسه كأحد أبرز المنتخبات الصاعدة في القارة خلال السنوات الأخيرة، ليكتب فصلًا جديدًا من تاريخ كرة القدم في الأرخبيل الصغير الواقع في المحيط الأطلسي.
هذا الإنجاز غير المسبوق يُعد تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الجاد والتطور المستمر، حيث تحوّل منتخب كاب فيردي من فريق مغمور إلى منافس حقيقي على الساحة الإفريقية، وها هو الآن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ببلوغه المونديال لأول مرة.
ومن المفارقات اللافتة، أن كاب فيردي كانت ضمن مجموعة مصر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، حيث فاز الفراعنة بثلاثية نظيفة في القاهرة، قبل أن يتعادل الفريقان 1-1 في كاب فيردي. وقتها، نجح المنتخب المصري في التأهل إلى البطولة، بينما ودّعها كاب فيردي مبكرًا، قبل أن يعود بقوة في تصفيات المونديال ليُسقط الكبار وفي مقدمتهم الكاميرون.
ويأتي هذا التأهل للرد على آراء البعض ممن قللوا من مستوى المنتخبات التي واجهها المدير الفني لمنتخب مصر حسام حسن خلال مشوار التصفيات القارية، إذ إن كاب فيردي نفسها التي تفوّق عليها المنتخب المصري بنتائج إيجابية – أثبتت اليوم أنها منتخب قوي ومتطور قادر على مقارعة الكبار وبلوغ كأس العالم.
إنجاز كاب فيردي يؤكد أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء أو التاريخ فقط، بل بالعطاء داخل المستطيل الأخضر، وبأن العمل الجماعي والتخطيط يمكن أن يقلب الموازين ويصنع المستحيل.