حوار / علياء الهواري
بين دفاترها وكلماتها، تختبئ روح حالمة تبحث عن الضوء وسط زحام الحياة. الكاتبة زينب عاصم، المعروفة بلقب "نجمة"، خاضت رحلتها مع الكتابة كمن يهرب من ضوضاء العالم إلى صمت الورق، لتكتشف أن الحبر ليس مهربًا فقط، بل حياة أخرى تُروى فيها الذات وتُشفى الجراح. في هذا الحوار، تكشف لنا نجمة عن بداياتها، وتحدياتها، ورسالتها التي تود أن تبقى في ذاكرة القرّاء.
في البداية.. كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ هل كانت سبيلًا للهروب، أم شغفًا نما مع الوقت؟
رحلتي مع الكتابة بدأت صدفة. كنت أبحث عن مخرج من الواقع، فوجدت في الكتابة مهربًا وسلاحًا في الوقت نفسه. لم تكن خطة أو شغفًا من البداية، لكنها تحولت مع الوقت إلى جزء من كياني لا أستطيع الاستغناء عنه.
ما الفكرة أو القضية التي تحاولين إيصالها دائمًا من خلال كتبك؟
أحاول دائمًا إيصال فكرة الخروج من ظلم المجتمع، سواء كان هذا الظلم نابعًا من الناس أو من التقاليد أو حتى من أنفسنا. أريد أن أقول للقراء: لا تسمحوا لأي أحد أن يطفئ نوركم الداخلي.
يقال إن كل كاتب يضع جزءًا من نفسه في أعماله.. أين نجدك أنتِ في كتبك؟
تجدونني في الحب والسعادة. قد تبدو كتاباتي حزينة أحيانًا، لكنها تنبض بالأمل، لأني أكتب ما أبحث عنه لا ما أفقده.
ما التحدي الأكبر الذي واجهك خلال مشوار الكتابة والنشر؟
الخوف. كان دائمًا خصمي الحقيقي، الخوف من الفشل، ومن نظرة الناس، ومن ألا تصل كلمتي. لكني تعلمت أن الخوف لا يُهزم إلا بالمحاولة.
من وجهة نظرك، ما الذي ينقص المشهد الأدبي أو الثقافي العربي اليوم؟
أرى أن تشجيع المواهب هو ما ينقصنا حقًا. هناك أقلام مميزة لا تجد من يحتضنها أو يوجهها، في حين تلمع أسماء لا تحمل شيئًا حقيقيًا. نحتاج إلى احتضان الطاقات الجديدة لا إحباطها.
كيف تتعاملين مع النقد، سواء الإيجابي أو السلبي، خاصة من القراء على السوشيال ميديا؟
أعتبر النقد، بكل أنواعه، نقطة قوة. حتى التعليقات السلبية تمنحني دافعًا لأتطور. أتعلم من كل كلمة، وأحاول أن أرى نفسي بعيون القراء.
لو أتيح لكِ تحويل أحد كتبك إلى عمل درامي أو سينمائي، أي كتاب تختارين ولماذا؟
سأختار "خفايا القلوب"، لأنه مليء بالنصوص الإنسانية العميقة والمعبرة. أراه صالحًا لأن يتحول إلى عمل يجسد مشاعر الناس وتناقضاتهم.
وأخيرًا.. ما الرسالة التي تودين أن تبقي في ذاكرة القراء بعد قراءة أعمالك؟
رسالتي بسيطة لكنها صادقة:
الفرصة بتيجي مرة واحدة.. أوعى تسيبها، لأنها ممكن تكون الحاجه اللي تفضل معاك طول الحياة.
تغلق "نجمة" حديثها بابتسامة هادئة، تشبه نبرة كلماتها. تؤمن أن الكتابة ليست مهنة، بل نجاة، وأن القلوب التي تكتب بصدق تترك أثرًا لا يُمحى. وبين سطورها، تدعونا لأن نمنح الحياة فرصة، كما منحت هي نفسها فرصة لتكتب وتُضيء.