الحرب وتغييرات استراتيجية في "عقيدة" إيران العسكرية

Unknown
الصفحة الرئيسية

كتبت/ منال علي 
 يمكن أن تتغير "عقيدة" الطرفين المتصارعين، إيران وإسرائيل، السياسية والاستراتيجية والعسكرية بكل سهولة في الحصول على قوة نووية تحميهما ضد أي طارئ بينهما. رغم تأكد الجميع أن إسرائيل تمتلك بالفعل ما يزيد عن ٥٠٠ رأس نووي وذلك وفق آراء الخبراء في ذلك المجال.
أما عن عقيدة إيران السياسية، التي بدأت بالتشكل بعد الثورة الإسلامية ونضجت خلال العقود التي تلتها، خصوصا بعد منتصف التسعينات، فلقد اعتمدت في مواجهة إسرائيل على الوكلاء أو كما تسميهم الحلفاء.

أظهرت إيران عداءها لدولة الاحتلال والولايات المتحدة وأقامت علاقات استراتيجية مع سوريا ولبنان، من خلال حزب الله الذي نمى دوره بعد الحرب الأهلية في لبنان وأصبح هو الوحيد الذي يحمل سلاحاً في لبنان.
كانت هذه المعادلة مربحة لإيران، فهي تمتلك لاعبين غير دولتيين لمناوشة "إسرائيل" دون أن تدخل في مواجهة مباشرة مع "إسرائيل". 
ومع انتهاء الجولة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على إيران، فإن الاستنتاج الاستراتيجي الأول الذي يمكن أن تتوصل له إيران هو أن مواجهة إسرائيل لا يمكن أن تتم فقط عبر الحلفاء أو الوكلاء، وأنها بالتالي يجب أن تكون مستعدة للحرب بنفسها، بما يتطلبه ذلك من أدوات سياسية وعسكرية.

أما العامل الثاني فهو الأوضاع الداخلية في إيران، حيث يشكل وجود عداء لدى بعض فئات أي شعب للدولة أرضية خصبة للاختراق، كما يشكل الفقر والبؤس الاقتصادي والاجتماعي سببا مهما في قدرة العدو على اختراق بعض الفئات. 

أظهرت الحرب الأخيرة أن إيران تمتلك برنامجا صاروخيا متقدما نسبيا ومنظومة من الطائرات المسيرة المؤثرة، ولكنها في نفس الوقت تفتقر للدفاعات الجوية المناسبة لمواجهة عدوان "إسرائيل" فضلا عن الولايات المتحدة. لكن ترتبط عقيدة الدفاع والسلاح الجوي لإيران ارتباطا عضويا بالتحالف الخارجي الرئيسي لها، والمقصود به مع روسيا. وإذا أرادت إيران أن تغير المعادلة الجوية المختلة أمام "إسرائيل"، فليس أمامها سوى تعديل عقيدة التحالفات والدفاع من خلال توثيق العلاقات السياسية والدفاعية مع الصين، التي باتت تنافس الغرب في مجال التصنيع العسكري والأمني وقطاع الحرب السيبرانية. كما أنها يمكن أن تتخلى عن تحفظاتها السياسية وتعمل على تمتين العلاقة مع تركيا والباكستان، اللتين تمتلكان برنامجا دفاعيا يمكن أن يساهم في توسيع منظومة الدفاع الإيرانية.

الخلاصة، إذا أرادت إيران أن تستمر بعقيدتها الحالية للسياسة الخارجية والتي تقوم على الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة، فعليها الانضمام للمعسكر الشرقي بالكلية وذلك وفقاً لخبراء في السياسة الدولية وعلى رأسهم الفيلسوف الروسي الكسندر دوغين، الأب الروحي للحرب الروسية -الاوكرانية.
google-playkhamsatmostaqltradent