كتبت دكتوره/ سها بسطاوى
بفضل التقدم العلمي، أصبح هناك أمل كبير للأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، لم تعد الإدارة تقتصر على التجنب الصارم، بل ظهرت علاجات تهدف إلى بناء تحمل الجسم تدريجيًا، إليك أبرز هذه العلاجات:
العلاج المناعي الفموي (Oral Immunotherapy - OIT):
المبدأ هو العلاج الأكثر شيوعًا وواعدًا. يتضمن إعطاء الطفل المصاب بحساسية الفول السوداني جرعات صغيرة جدًا ومتزايدة تدريجيًا من بروتين الفول السوداني تحت إشراف طبي دقيق ،الهدف هو "إعادة تدريب" الجهاز المناعي للطفل ليصبح أقل حساسية، وبالتالي تقليل شدة رد الفعل التحسسي في حال التعرض العرضي للفول السوداني.
الفعالية للعلاج أظهرت دراسات متعددة فعاليته، على سبيل المثال تمكن أطفال تناولوا جرعات تدريجية متزايدة من زبدة الفول السوداني لمدة 18 شهرًا من تحمل كميات أكبر بكثير (ما يعادل 3 ملاعق كبيرة) دون رد فعل تحسسي خطير.
PALFORZIA® هو أول علاج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للعلاج المناعي الفموي للفول السوداني للأطفال الذين تتراوح
أعمارهم بين 4 و17 عامًا.
التدخل المبكر تشير دراسات إلى أن بدء العلاج المناعي الفموي في سن الرضاعة (أقل من 12 شهرًا) يمكن أن يحسن الاستجابة المناعية للطفل بمرور الوقت ويؤدي إلى نتائج أفضل.
التحسينات المستمرة هناك أبحاث مستمرة لتحسين فعالية العلاج المناعي الفموي وجعله أكثر أمانًا، بما في ذلك فهم سبب عدم استجابة بعض الأطفال له، مما قد يؤدي إلى تخصيص العلاج بناءً على الاستجابة المناعية لكل طفل.
لصقة الفول السوداني (Epicutaneous Immunotherapy - EPIT):
المبدأ تعتمد هذه اللصقة (مثل Viaskin Peanut) على توصيل كميات صغيرة جدًا من بروتين الفول السوداني عبر الجلد، عادة ما توضع بين لوحي الكتف. يتم امتصاص البروتين عبر الجلد لتدريب الجهاز المناعي.
الفعالية أظهرت نتائج واعدة في التجارب السريرية على الأطفال الصغار (بين 1 و3 سنوات)، حيث تمكن الأطفال الذين استخدموا اللصقة يوميًا لمدة عام من تحمل كميات أكبر من الفول السوداني.
الآثار الجانبية قد تحدث أعراض موضعية مثل الاحمرار والحكة والتورم في مكان اللصقة، وقد تم الإبلاغ عن حالات حساسية مفرطة أقل شيوعًا.
مسحوق مسببات الحساسية الفول السوداني:
المبدأ هو مسحوق يُعطى عن طريق الفم، ويُصنع من دقيق الفول السوداني منزوع الدهن. يهدف إلى جعل جسم المريض أقل حساسية للكميات الصغيرة من الفول السوداني.
طريقة الاستخدام لا يُبلع المسحوق، بل يجب تفريغ محتويات الكبسولات أو الأكياس وخلطها بالطعام ثم تناولها. الجرعة الأولى تُعطى دائمًا في مركز رعاية صحية تحت إشراف طبي.
الوقاية والكشف المبكر:
التعرض المبكر أظهرت دراسات وجود ارتباط قوي بين التعرض المبكر للفول السوداني (خاصة للأطفال المعرضين لخطر الحساسية مثل المصابين بالإكزيما أو حساسية البيض) في سن مبكرة (بين 4 أشهر و 3 سنوات) وانخفاض خطر الإصابة بحساسية الطعام بنسبة تصل إلى 80%. يجب استشارة الطبيب قبل إدخال الفول السوداني في نظام غذاء الطفل.
علاجات واعدة قيد البحث:
العلاج البيولوجي يشمل حقن الأدوية المضادة للغلوبولينات المناعية E (Anti-IgE)، والتي تهدف إلى تثبيط رد الفعل التحسسي.
العلاج المناعي تحت اللسان (Sublingual Immunotherapy): وضع مستخلصات مسببات الحساسية تحت اللسان.
العلاج بالخلايا الجذعية لا يزال في مراحل تجريبية مبكرة كخيار وقائي محتمل.
نصائح هامة :
إبرة الأدرينالين (الإيبينيفرين):
يجب على جميع الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني (وغيرها من الحساسيات الشديدة) حمل إبرة الأدرينالين الذاتية الحقن (مثل EpiPen) في جميع الأوقات، ويجب أن يكون الأطفال وذووهم ومعلموهم ومقدمو الرعاية مدربين على كيفية استخدامها في حالات الطوارئ (التأق).
التجنب الصارم (حتى مع العلاج):
على الرغم من التقدم في العلاج، يبقى تجنب الفول السوداني ومنتجاته أمرًا أساسيًا للحد من مخاطر التفاعلات التحسسية، خاصة أن العلاجات لا تُعتبر "شفاءً" كاملاً بل تزيد من تحمل الجسم.
قراءة الملصقات الغذائيةالتأكد الدائم من خلو المنتجات من الفول السوداني.
الوعي ونشر المعرفة تثقيف المحيطين بالطفل حول حساسيته وكيفية التعامل معها في حال حدوث رد فعل تحسسي.
هذه التطورات تمنح الأسر أملًا جديدًا في إدارة حساسية الفول السوداني، وتحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بها، مما يقلل من القلق بشأن التعرض العرضي ويسمح لهم بالمشاركة بشكل أكبر في الأنشطة اليومية.