في الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني .. تفرض الصين إرادتها في جنيف

 كتبت/ منال علي 

أتى الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا، للتأكيد على العمل الدؤوب والمتواصل لرفعة الصين مع التشديد على الحفاظ على مباديء الحزب الوطنية الراسخة للعمل بثبات ونجاح نحو حفظ الكرامة الإنسانية ورفعة مكانة الوطن والمواطن بما يتوافق مع مباديء الصين الشعبية الراسخة. لكن ومن سوء الحظ أن يقابل ذلك نوعاً من الكوميديا السوداء على الجانب الآخر من الأطلنطي، والتي يلعب فيها الرئيس الأمريكي ترامب دور البطولة وهو يحاول أن يظهر نفسه كوسيط بين روسيا وأوكرانيا وبين إسرائيل وغزة، ويظهر أنه محاور إستراتيجي مع إيران والحوثيين، أو أنه يؤدب من يحاول الوقوف ندا له.

لكن على عكس توقعات ترامب قصيرة النظر، لم تجلب تلك السياسة الاقتصادية غير العادلة سوى مزيداً من الفشل، فوجد نفسه غير قادر على فعل شيء سوى محاولة تبرير فشله، باتهام الأطراف بعدم الجدية في التفاوض أو الحوار. إلا أن تلك الحجة لم تؤتي ثمرها مع الصين التي أجبرته على الجلوس على طاولة المفاوضات بعد استجداء التواصل مع المسؤولين الصينيين كثيراً حتى استجابت بكين للأمر أخيراً بما يليق بمكانة الصين الرفيعة إقليميا ودوليا.

فخرج الاتفاق التجاري في جنيف للنور للتأكيد على أن الصين تعمل دائماً وفقاً لمبدأ win_win أو رابح- رابح مع أميركا، أو أي شريك تجاري أخر سواء أكان شريكاً إقليمياً أو دولياً، وكما وعدت فيما يخص أمريكا بإعادة النظر في قيود المعادن النادرة.

وكشفت أنها أكدت بشكل أكبر تمسكها بمبدأ الشفافية والنزاهة من خلال تفاصيل إطار عمل تجاري مع الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية، تماشياً مع التصريحات التي أدلى بها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في وقت سابق بشأن اتفاق بين الولايات المتحدة والصين.

 وكان قد أعلن متحدث باسم وزارة التجارة الصينية عن ذلك الاتفاق في بيان صدر بداية الأسبوع الحالي، مؤكداً أن الوزارة ستواصل الموافقة على تراخيص تصدير السلع الخاضعة للقيود.

وهكذا تم الاتفاق بين أميركا والصين، حسب لوتنيك 
ويوثق الاتفاق مع الصين، الذي أشار لوتنيك إلى أنه وُقّع منذ عدة أيام، الشروط التي جرى التوصل إليها خلال المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن، ومن بينها التزام من الصين بتوريد المعادن الأرضية النادرة، المستخدمة في كل شيء، بدءاً من توربينات الرياح ووصولاً إلى الطائرات النفاثة. مقابل خفض التعريفات الجمركية بنسب منخفضة تماماً مقارنة لما أقره ترامب في بداية التصعيد لحربه التجارية على الصين والعالم، لكن حكمة ومثابرة القيادة الصينية قدمت نموذجا رائعا في الصمود وحسن إدارة الأزمة لإحباط سعي ترامب في توثيق تنمرا اقتصاديا معيبا ومسيء للأخرين بشكل مستفز وهو الأمر الذي لن يقبله أحد.
google-playkhamsatmostaqltradent