فيروس الوادى المتصدع يؤدى بحياة مئات الأشخاص في شرق أفريقيا، تغير المناخ يسرع في انتشاره

الصفحة الرئيسية
كتبت دكتوره/ سها بسطاوى 

 تشكل الأمراض التي ينقلها البعوض تهديدًا متزايدًا في شرق أفريقيا، وقد أودت بحياة المئات، وتُسرّع التغيرات المناخية من انتشارها.

الفيروس الأكثر ذكرًا في هذا السياق، والذي يتسبب في وفيات بشرية كبيرة وإجهاض جماعي للمواشي، هو حمى الوادي المتصدع (Rift Valley Fever - RVF). 
هذا الفيروس ينتقل عن طريق البعوض، ويمكن أن ينتقل أيضًا من الحيوانات المصابة إلى البشر.

كيف يؤثر تغير المناخ على انتشار هذه الأمراض؟
هناك عده عوامل تساعد على انتشار مثل هذه الأمراض مثل : 
ارتفاع درجات الحرارة: 
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع دورة حياة البعوض والفيروسات داخلها، هذا يعني أن البعوض يتطور وينضج بشكل أسرع، وأن الفيروسات تتكاثر وتصبح قادرة على الانتقال في وقت أقل، مما يزيد من فرص العدوى، كما يسمح بارتفاع درجات الحرارة للبعوض بالانتشار إلى مناطق كانت في السابق باردة جدًا بالنسبة لها. 

 تغير أنماط هطول الأمطار:
 يمكن أن تؤدي التغيرات في أنماط هطول الأمطار إلى إنشاء مواقع تكاثر جديدة للبعوض ، الأمطار الغزيرة تترك بركًا من المياه الراكدة، بينما الظروف الجافة قد تدفع المجتمعات إلى تخزين المياه في حاويات، وكلاهما يوفر بيئات مثالية لتكاثر البعوض.

 الظواهر الجوية المتطرفة: 
تؤدي الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف، التي تزداد تكرارًا وشدة بسبب تغير المناخ، إلى تفاقم الوضع ، الفيضانات يمكن أن تخلق مساحات واسعة لتكاثر البعوض، بينما الجفاف قد يدفع الناس والحيوانات إلى التجمع حول مصادر المياه القليلة المتبقية، مما يزيد من خطر انتقال الأمراض.

 التغيرات البيئية:
 يؤدي إزالة الغابات والتوسع الحضري إلى تغيير الموائل الطبيعية وزيادة التفاعل بين البشر وناقلات الأمراض.

بالإضافة إلى حمى الوادي المتصدع، تساهم التغيرات المناخية أيضًا في زيادة انتشار أمراض أخرى ينقلها البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء في شرق أفريقيا. 
وهذا يشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الصحة العامة التي غالبًا ما تكون محدودة الموارد في هذه المناطق. 

أما عن التشخيص للمرض:
فيتم التشخيص من خلال الكشف عن الفيروس أو الأجسام المضادة له في عينات الدم أو الأنسجة باستخدام تقنيات مخبرية مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (RT-PCR).

العلاج:
لا يوجد حاليًا علاج محدد مضاد للفيروسات لحمى الوادي المتصدع. يركز العلاج على الرعاية الداعمة وتخفيف الأعراض، مثل:
 الترطيب الجيد.
 تسكين الألم وخفض الحرارة.
 مراقبة وظائف الكبد والكلى.
 نقل الدم في حالات النزيف الشديد.

للوقاية والسيطرة على المرض :
 تطعيم الحيوانات:
 تطعيم الماشية في المناطق الموبوءة يقلل بشكل كبير من انتقال الفيروس.
 مكافحة البعوض:
  من خلال التخلص من مواقع تكاثر البعوض (البرك، المياه الراكدة).
   استخدام المبيدات الحشرية.
   استخدام الناموسيات والمواد الطاردة للحشرات.

 الوعي العام لتجنب الإصابة بالمرض : 
من خلال تثقيف المجتمعات المعرضة للخطر حول طرق انتقال المرض وكيفية حماية أنفسهم (مثل ارتداء ملابس واقية، وتجنب ملامسة سوائل الحيوانات المريضة). 

 إجراءات الأمن الحيوي:
 الحذر عند التعامل مع الحيوانات أو منتجاتها، خاصة في مناطق التفشي. تجنب تناول اللحوم النيئة أو الحليب غير المبستر.

 المراقبة: 
وجود نظام نشط لترصد صحة الحيوان للكشف المبكر عن الحالات.

يعتبر فيروس الوادي المتصدع تحديًا صحيًا واقتصاديًا كبيرًا في المناطق التي يتوطن فيها، وتزداد مخاطره مع التغيرات المناخية التي تؤثر على بيئات تكاثر البعوض. 

دمتم بصحة وعافية
google-playkhamsatmostaqltradent