اهتمام حكومي لمحاولة فهم الانتصار اللافت لزوهران ممداني

Unknown
الصفحة الرئيسية

كتبت/ منال علي 
انتصار زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية لمقعد عمدة مدينة نيويورك يتحقق بثبات نحو تعزيز دورة ومكانته، وهذا ما تحاول الصحافة الأميركية أيضا فهم أبعاده حتى اللحظة إلى جانب الزخم الذي أحدثه. 
كان لافتا كذلك تصنيف نفسه على أنه اشتراكي في بلد تُستغل فيه مثل هذه التصنيفات للتشنيع، كما فعل ترمب عندما اتهمه بأنه "شيوعي" لأنه يدرك وقع هذا الاتهام في وجدان كثير من الأمريكيين. إلا أن الأمر حتى اللحظة يبدو وكأنه يسير نحو كسر تابوهات سياسية عمرها من عمر دولة أمريكا نفسها.
لكن هناك سؤال بسيط في شكله، معقد في تفسيره وهو .. إذا كانت الأفكار التقدمية في الولايات المتحدة تحظى بشعبية، فلماذا لا ينتخبها الأميركيون؟

الإجابة القصيرة، نعم، العديد من الأفكار التقدمية شعبية، لكنها لا تتحوّل تلقائيًا إلى فوز انتخابي. والسبب هو مزيج معقّد من السياسة، الإعلام، النظام الانتخابي، والثقافة الأميركية.
أولا، هناك أرقام تشير فعلا إلى حجم شعبية الأفكار التقدمية التي دفعت ممداني للجرأة في طرحه 
  كالرعاية الصحية الشاملة (Medicare for All): تؤيدها نسبة تصل إلى 60%
• رفع الحد الأدنى للأجور من 7 دولار إلى 15 دولارًا يحظى بتأييد واسع
•إلغاء ديون الطلاب.
•ضرائب على الأثرياء، أكثر من 70% من الأميركيين يدعمونها. 
إن النظام السياسي الأميركي يُكافئ الاعتدال، بمعنى أن الانتخابات تحتاج تحالفات واسعة، ولا تكفي شعبية على وسائل الإعلام أو في المدن الكبرى.

ما يعرفه الجميع هو أن كلمة "اشتراكي" تخيف الناخب الأميركي العادي؛ حتى إن كان يحب الفكرة، كلمة "اشتراكية" تُذكّره بالحرب الباردة، أو بكوبا وفنزويلا، وهذا كافٍ لجعله يتردد. وفق استطلاعات الرأي وجد أن فقط 36% من الأميركيين ينظرون إلى الاشتراكية بصورة إيجابية، في حين أن 60% لديهم نظرة سلبية من "إلى حدّ ما" أو "سلبياً جدًا".
لذا فالناخب لا يصوت فقط على الأفكار، بل يصوت بناءً على الثقة، الانطباع، "ومن يستطيع الفوز"، 
نعود إلى بيرني ساندرز عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديموقراطي وAOC أو الكسندرا اوكاسيوس وزوهران؟
هؤلاء الثلاثة وغيرهم غيّروا مسار النقاش في الحزب الديمقراطي.
ليسوا الأغلبية بعد، لكنهم استطاعوا خلق حالة خاصة تنضوي على:
• فرض مواضيع جديدة على الأجندة الوطنية
• دفع الحزب الديمقراطي إلى اليسار تدريجيًا
• كسر التابوهات حول "الاشتراكية" و"العدالة الطبقية" وهذا تحديداً كفيلاً بتغير المشهد كلية ويعطي أملا جادا نحو تحسن ملموس في نبذ الاصوليات الصهيونية المسيطرة على صناعة القرار الأمريكي.
google-playkhamsatmostaqltradent