كتبت/ منال علي
مازالت العين على بكين التي تعد حجر الزاوية والرقم الاصعب في مجموعة البريكس والتي مازالت ترى في البريكس الركيزة الأثقل في مواجهة النزاعات الترامبيه التي تلوح دائما بالتهديد بفرض مزيداً من التعريفة الجمركية الإضافية على كل من يطبق سياسات كتلة البريكس أو يهدد النظام الذي فرضته أمريكا على العالم وحدها.
فانطلق السهم من القوس وقضي الأمر الذي فيه ترامب وحكومته يستفتيان .. وانطلقت الضربة التي تزلزل الدولار بعدما أشعلت بريكس المواجهة ضد ترامب ومهدت لأوروبا بأن تشهر سلاحها بوجه أمريكا بمقترح اوروبي لإنشاء منظمة تجارية عالمية بدون الولايات المتحدة الأمريكية لتكون بديلاً عن منظمة التجارة العالمية. حيث جاء على لسان المستشار الألماني فريدريش ميرتس، بأن ذلك الاقتراح هو مبادرة أوروبية خالصة لتجنب الحصار الأمريكي المفروض عليها، والالتفاف على ترهات ترامب المالية لضمان علاقات تجارية دوليه أكثر تنظيماً بعيداً عن سلاح أمريكا المسلط، بفرض عقوبات تحت مسمى التعريفات الجمركية والرسوم المتبادلة.
المواجهة الحاسمة
أتى تحالف {بريكس} ليُعلن الحرب على هيمنة الدولار ، فخرج إجتماع قادة بريكس في ريو دي جانيرو، في موعده المقرر، لإطلاق خطة {ريو ريسيت} أو نظاماً جديداً لقلب نظام المال العالمي. وذلك عبر الإجراءات الأربعة التي ستُدمر هيمنة الدولار وهي:
١ - التجارة بالعملات المحلية.
بمعنى (إلغاء إستخدام الدولار في التبادل التجاري بين أعضاء التحالف)؛ على سبيل المثال لا الحصر:
مصر تشتري نفطاً من روسيا بالجنيه المصري أو بالروبل الروسي .
أو أن تستورد الهند من الصين بالروبية أو اليوان الصيني.
ثانياً: إطلاق عملة رقمية موحدة؛
أي عملة رقمية مشتركة تسمى "بريكس باي" [لكنها ليست بديلة للعملات الوطنية] .
ثالثاً: آلية العمل تأتي عبر:
- التعامل باليوان الرقمي [الصين] .
- التحويل بالروبل الرقمي [روسيا] .
وذلك بهدف خفض الاعتماد على الدولار بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2027.
كما تضمن الآلية تفعيل {بنك التنمية الجديد}
وتحويله لمنافس للبنك الدولي وصندوق النقد من خلال منح قروض بالعملات المحلية [بدون دولار]، وذلك مقابل شروط ميسرة بفائدة [1% مقابل 5%] في البنك الدولي وفتح الإنضمام لدول جديدة. وأخيراً اعتماد نظام تحويل أموال بديل {لـسويفت} .
ومثال على ذلك قرض محطة الضبعة النووي المصري -الروسي المقدر ب[25 مليار دولار] والذي كان مقرراً أن يُسدد بالدولار ، لكن بعد القرار الجديد سيكون السداد بالروبل الروسي فقط.
وتعد تلك الضربات ضربات قاتلة للدولار، لأن ذلك ببساطة يعني تراجع مهول في النفوذ الأمريكي عالمياً ودولياً مقابل اتساع رقعة التأثير والنفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.