كتبت دكتوره/ سها بسطاوى
هناك بالفعل تطورات واعدة للغاية في مجال لقاحات السرطان التي تعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وهي التقنية التي أثبتت فعاليتها في لقاحات كوفيد-19.
ما هي هذه التطورات؟
جامعة فلوريدا الأمريكية:
طور علماء في جامعة فلوريدا لقاحًا تجريبيًا يعتمد على mRNA يعزز الاستجابة المناعية للجسم ضد الأورام. المثير في هذا اللقاح أنه لا يستهدف بروتينات ورمية محددة، بل ينشط الجهاز المناعي كما لو كان يحارب فيروسًا، مما يجعله واعدًا كلقاح "عالمي" للسرطان. وقد أظهرت الدراسة نتائج قوية مضادة للأورام في الفئران عند دمجه مع أدوية العلاج المناعي.
و في روسيا:
تعمل روسيا على تطوير لقاح مضاد للسرطان يعتمد على تقنية mRNA، ومن المتوقع توزيعه مجانًا لمرضى السرطان في أوائل عام 2025، وقد أظهرت التجارب ما قبل السريرية أنه يثبط تطور الورم والنقائل المحتملة، ويتم اختباره حاليًا على سرطان الجلد، مع خطط لإجراء دراسات مستقبلية على أنواع أخرى مثل سرطان الرئة والكلى وأورام الجهاز الهضمي.
شركه مودرنا وبيونتيك:
تعمل شركات كبرى مثل مودرنا وبيونتيك، الرائدة في لقاحات mRNA، على تسريع التجارب السريرية للقاحات السرطان. تستهدف هذه اللقاحات تعليم الجهاز المناعي التعرف على الخلايا السرطانية ومكافحتها، وقد أظهرت نتائج أولية واعدة في تحفيز الاستجابة المناعية. يتم العمل على لقاحات شخصية تستهدف مستضدات جديدة خاصة بالمريض.
و في اليابان:
طور باحثون في جامعة ناجويا اليابانية آلية جديدة لعلاج السرطان والأمراض الوراثية، من خلال إتاحة إمكانية تشغيل إنتاج البروتين داخل خلايا مستهدفة فقط، دون التأثير على الخلايا السليمة، مما يمهّد لعلاج دقيق.
هل تعني هذه التطورات "نهاية السرطان"؟
من المبكر جدًا القول إن هذه اللقاحات تعني "نهاية السرطان" بشكل كامل. فمرض السرطان معقد ومتنوع، وهناك تحديات كبيرة لا تزال قائمة.
التجارب السريرية على البشر:
معظم هذه التطورات لا تزال في مراحل مبكرة من التجارب (قبل السريرية أو المرحلة الأولى والثانية على البشر). نحتاج إلى المزيد من التجارب السريرية واسعة النطاق للتأكد من سلامة وفعالية هذه اللقاحات على المدى الطويل، وعلى أنواع مختلفة من السرطان، وفي مراحل متقدمة من المرض.
و في التخصيص:
بعض اللقاحات الواعدة تعتمد على التخصيص لكل مريض، مما قد يجعلها مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً في الإنتاج.
والاستجابة المناعية:
على الرغم من أن اللقاحات تحفز استجابة مناعية قوية، إلا أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت الخلايا المناعية التي يولدها اللقاح ستظل فعالة على المدى الطويل.
و من جانت المقاومة للعلاج:
الخلايا السرطانية يمكن أن تتطور وتصبح مقاومة للعلاجات، وهذا تحدٍ مستمر في أبحاث السرطان.
بشكل عام:
تُعد لقاحات السرطان القائمة على تقنية mRNA تطورًا علميًا هائلاً وتحمل آمالًا كبيرة في مستقبل علاج السرطان. إنها تمثل نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع المرض، حيث تركز على تسخير قوة الجهاز المناعي للجسم لمكافحة الخلايا السرطانية، ومع استمرار الأبحاث والتجارب، قد نرى في السنوات القادمة علاجات أكثر فعالية وتخصيصًا للسرطان، مما قد يغير قواعد اللعبة ويحسن بشكل كبير من حياة مرضى السرطان.