كتبت/ منال علي
بيب جوارديولا، أسطورة التدريب في عالم كرة القدم العالمية وتحديداً الأوروبية، جعلت منه غزة عنواناً للفخر الإنساني بعد أن قررت جامعه مانشيستر منحه درجة فخرية نتيجة العمل العظيم الذي قدمه للمدينه سواء داخل الملعب أو خارجه، خاصة بعد دفاعه المبهر جداً عن المعاناة التي يعيشها اخواتنا في غزة من ظلم وبطش احتلال غاشم يجثو على صدور الأبرياء من المدنيين العزل داخل القطاع منذ أكثر من ٦٠٠ يوم وسط سلاح تجويع وحصار مطبق غير محتمل تمارسه سلطة غاشمة متطرفة بقيادة اليمين الإسرائيلي. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل استفاض في سرد المعاناة الإنسانية في السودان وغيرها من الأماكن التي يعاني سكانها من اضطهاد يقضي على كافة أشكال الحياة وتنعدم فيها مظاهر الإنسانية وكأن العالم فقد بوصلته ومد الخط على امتداده لينسحق، طوعا تحت عجلات الحروب بلا طائل أو نهاية.
وصرح جوارديولا الإنسان من فوق منصة التكريم بالجامعة قائلا "أشعر بالقلق عندما أري تلك المشاهد الصعبه، اخترنا الصمت بعدما تبين لنا أنه أكثر أمانا بالرغم من أننا نري بأعيننا المعاناة التي تتعرض لها العائلات في غزة، العالم يخبرنا أن تأثيرنا محدود للغاية، ولكن القوه الحقيقيه تكمن في أن تكون صاحب مبدأ وأن ترفض الصمت وقت الحاجة"
بيب جوارديولا ليس مجرد مدرب كرة قدم ، إنه انسان حقيقي مازال محتفظاً بالتصميم الأصلي للإنسان، قادر على أن يستغل شعبيته و يؤثر في مجتمعات عديدة، فهو ليس مجرد مدرب ذو شخصية مؤثرة مع لاعبين داخل ملعب كرة قدم، بل هو إنسان في المقام الأول ولا يستطيع الفصل بين إنسانيته وعمله مهما كلفه الأمر، فنال استحسان الجميع وكرمته الجامعة البريطانية لكونه إنساناً أولا وقبل كل شيء. لقد نال جوارديولا واحدة من أكثر الدرجات الفخرية المستحقه في عالمنا، لأنها منحت لرجل في زمن قل فيه الرجال ولشخص استحق درجه إنسان بامتياز، إنه العظيم بيب جوارديولا مجرداً من أي لقب سوى أنه.. إنسان.