كتبت/ آية عادل
في تطور خطير ومتسارع على الساحة الإقليمية، أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية وأخرى دولية، مساء اليوم، أن إيران أطلقت موجة ثالثة من الصواريخ بعيدة المدى باتجاه أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، وذلك بعد مرور ساعات فقط على موجتين سابقتين في إطار تصعيد عسكري متبادل بين الجانبين.ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعمل بكامل طاقتها لاعتراض الصواريخ القادمة، في حين أفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن بعض الصواريخ تم اعتراضها بنجاح فوق مناطق وسط وجنوب البلاد، بينما يُجرى التحقق من أضرار محتملة خلفتها صواريخ أخرى.
تصعيد غير مسبوق
يأتي الهجوم الإيراني الجديد في أعقاب ضربات جوية إسرائيلية نُفذت خلال الأيام الماضية، واستهدفت مواقع عسكرية حساسة ومنشآت نووية داخل إيران، ما وصفته طهران بأنه "انتهاك صارخ للسيادة الوطنية" وتعهدت بالرد "دون سقف زمني أو جغرافي".
وفي أول رد فعل رسمي، صرح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني بأن "الموجات الصاروخية المتتالية هي بداية فقط، والرد سيكون مفتوحًا طالما استمرت الاعتداءات الإسرائيلية"، ملوحًا بتوسيع نطاق العمليات ليشمل مصالح إسرائيلية خارج حدودها.
حالة تأهب واستنفار
من جانبها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية رفع حالة التأهب القصوى في كافة مناطق البلاد، وتفعيل الملاجئ العامة تحسبًا لمزيد من الهجمات. كما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعًا طارئًا للمجلس الأمني المصغر (الكابينت)، لمتابعة تطورات الموقف وتقييم الرد المناسب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في بيان مقتضب: "نواجه لحظة مفصلية في تاريخ أمننا القومي، ولن نسمح بتمادي إيران أو حلفائها في العبث بأمن الإسرائيليين. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
مخاوف من انفجار إقليمي
وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق، أعربت عدة عواصم عربية وغربية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المتسارع، وسط دعوات دولية إلى ضبط النفس وتفادي انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى انفجار إقليمي لا تُحمد عقباه.
في الانتظار
لا تزال الأجواء متوترة، وسكان مناطق واسعة من إسرائيل يقضون ساعاتهم في الملاجئ، وسط ترقب لموجات جديدة من الصواريخ، بينما تتواصل الجهود العسكرية والدبلوماسية في محاولة لاحتواء الموقف، الذي يهدد بإشعال صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط.