كتبت / منال علي
تشير تقديرات الخبراء ومراكز البحوث الدولية إلى أن لدى إيران نحو 15 قنبلة نووية، تحمل كل منها نحو 25 كيلو جراما من اليورانيوم المخصب بمستوى 90%، ولا يوجد أي عائق فني يحول دون امتلاك إيران لهذا العدد من القنابل وغيرها مما يطلق عليه الأسلحة النووية التكتيكية، كتلك التي استخدمتها روسيا في حربها ضد أوكرانيا. ولما سبق ونجحت روسيا باستخدام مسيرات شاهد الإيرانية في أوكرانيا، وحققت روسيا فعلياً من خلالها أهدافا استراتيجية بالغة الأهمية، فلما لا تكون روسيا قد ساعدت إيران على امتلاك السلاح التكتيكي هي الاخرى؟ أما عن السؤال الحتمي الذي يشغل بال العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وهو هل يمكن أن تستخدم إيران هذا السلاح الخطير والقاتل العنيف والسريع؟
من المعروف أن اللجوء إلى استخدام السلاح النووي قرار خطير، له توابع أكثر خطورة، خاصة بين قوتين نوييتين، وإسرائيل لا تمتلك فقط عشرات القنابل النووية، بل يمتلك حلفاؤها وداعموها قدرات نووية ضخمة للغاية، لهذا سيكون استخدام إيران لقنابلها النووية محصورة في إطار ضيق للغاية، وعندما تدرك فقط أنها أمام تهديد وجودي، هنا فقط سيكون قرارها "انا ومن بعدي الطوفان"، أما أن تبادر باستخدامه قبل استنفاذ كل سبل الحفاظ على الدولة، فهو قرار غير صائب، لأنها ستواجه هجمات نووية واسعة، ربما تقضي على نصف سكانها. فلا تحتاج إيران أكثر من قنبلة واحدة لإنهاء الكيان، لأنه محصور سكانيا في منطقة ضيقة للغاية، بينما إيران كبيرة و جبالها وعرة ومترامية الأطراف، لهذا فإن تدمير أهم مدنها يحتاج إلى عشرات القنابل لهذا السبب يستبعد الخبراء استخدام أي من الطرفين للسلاح النووي، إلا إذا بلغ الأمر مبلغه وأصبح هناك تهديداً وجوديا حقيقياً.
أما بخصوص ما تخطط له إسرائيل مع أمريكا وبريطانيا وعدد من دول حلف الناتو فالهدف منه إضعاف إيران للحد الذي يجعلها تنعزل وتنزوي أو يتبدل النظام ويستبدل بأخر يكون مواليا للغرب وأمريكا أولا وأخيراً. فتلك هي المسألة