هل ما يفعله ترامب الآن حيال إيران بناء على خطة استراتيجية أم أنه مجرد رد فعل عشوائي؟ أثناء التفكير في الإجابة على هذا السؤال يحاول الكثيرون أولا تقديم تفسير للسياسة الأمريكية تجاه إيران خلال فترة ترامب الثانية والتغييرات والتصريحات التى تدعو للدهشة، هناك اتجاه يرى أن ما يحدث هو تنفيذ لخطة محكمة بها قدر من توزيع الأدوار بين أمريكا وإسرائيل، هذا التفسير فيه قدر من التبسيط، وإن استند فى أدلته على أمثلة عديدة مثل دعوة الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع إيران في جنيف، بينما كان وقتها ترامب على علم بتفاصيل الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة الماضي. وهناك أيضاً أمثلة عديدة آخرها المفاوضات مع حماس فى غزة.
السياسية فى الولايات المتحدة منذ شهرين بشأن إيران هي كالآتي، انخرط ترامب فى مفاوضات مفاجئة لإسرائيل، ورغبة ترامب فى تحقيق اتفاق مع إيران كانت تنبع من عدم رغبته فى خوض حرب، والحصول على المكاسب الاقتصادية التى ستنتج من علاقات جيدة مع إيران، لكن نتنياهو أرسل وزير الشئون الاستراتيجية لمتابعة التفاوض من واشنطن متخطياً صدمة بدء المفاوضات، لإدراج المطالب الإسرائيلية على الطاولة.
مع الوصول لنقاط الخلاف الجوهرية. ثم عرض خطة الحرب على ترامب بالتوازي مع تقارير وكالة الطاقة الذرية، يشير لعدم وفاء ايران بالتزاماتها النووية والإسراع للوصول لمعدلات مرتفعة فى تخصيب اليورنيوم. الخطة الإسرائيلية واضحة، إسرائيل تقود الحرب والفشل ينسب لها، والنجاح يعود لترامب.
الأمر الذى خاطب رغبة داخلية لدى ترامب لأنه بعد مرور 50 يوم من المائة الثانية فى حكمه لم يحقق نجاحاً واحداً على الصعيد الخارجي إلا فيما يخص مسألة التعريفات الجمركية ورغم ذلك فالأمر مازال يحتاج لنقاش.
لا يعلم أحد ما عرضه نتنياهو على ترامب، ولكن السفير الإسرائيلي فى واشنطن صرح أمس أن مساء الخميس سيتم تنفيذ عملية ستكون عملية البيجر بالمقارنة لها بسيطة.
كل هذه التفاعلات تدفع للقول بأنه لا خطة وأن العشوائية تسيطر على المشهد برمته، وإننا ربما نكون بصدد الخيارات النووية والفوضى العارمة التى قد تنتج عن سقوط نظام عدد سكانه أربع أضعاف سكان العراق عام 2003 بدون قوات برية، وعلى خطوط تماس مع باكستان وافغانستان.
تلك العشوائية والمصالح الضيقة إذا ما أسقطت نظاماً كبيراً سيكون سقوطه كالنيزك الحارق، لن يبقي ولن يذر.