كتبت/ منال علي
من الواضح إن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في طريقها للانهيار. من ساعتين، صرح الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان الذي يعتبر ممثلا لجناح الحمائم في النظام الإيراني الحالي بأن الولايات المتحدة تطالب إيران بالتخلي عن قدراتنا كي يتسنى لإسرائيل إلقاء القنابل على رؤوسنا. الولايات المتحدة في المقابل أعلنت إذن لأسر العسكريين الأمريكيين في المنطقة بالمغادرة، بعد تصريح من وزير الدفاع الإيراني بإن إيران ستستهدف القواعد الأمريكية حال اندلاع صراع عسكري، كذلك الولايات المتحدة أعلنت التأهب لإخلاء السفارة الأمريكية في العراق أو خفض بعثتها الدبلوماسية.
مازال بنيامين نتنياهو لا يشعر بالاستقرار السياسي الذي يسعى للوصول إليه، وبالتالي مازال بحاجة إلى حرب جديدة. دونالد ترامب فشل في إحداث الخرق الي وعد به في الحرب الروسية الأوكرانية، ولا يبدو أن روسيا مستعدة لسلام يمكن أن تقبل به الولايات المتحدة، كما يواجه ترامب مشكلات في الداخل ما يجعل قراراته المتوقعة أكثر غموضا ونزقا مما هي عليه بالفعل.
حصلت إيران بالفعل على وثائق نووية إسرائيلية، وهو إنجاز أمني لكن لا يمكن تقدير أهميته بدون التعرف على محتوى الوثائق. من الواضح مع ذلك إن إيران ستنتظر الضربة الأولى، وتجربتنا التاريخية إن إسرائيل والولايات المتحدة يحرصون على أن تكون الضربة الأولى عنيفة بما يكفي.
الرهان الإيراني هو على قدرتها على حماية العتبة النووية وقدرتها على الرد بعد الضربة الأولى، وبالتالي إبقاء ثمن الضربة باهظا بما يكفي لإثناء الولايات المتحدة وإسرائيل عنها. من هنا يأتي التأكيد على أن المنشآت تتواجد بعمق تحت الأرض، وإن الرد متأهب وسينطلق بمجرد تلقي الضربة الأولى.