"الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" هو كتاب للفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي، نُشر عام 1996، ويُعد من أكثر أعماله إثارة للجدل. جدير بالذكر أن في هذا الكتاب، يُقدم غارودي نقدًا جذريًا للأسس التاريخية والأيديولوجية التي قامت عليها دولة إسرائيل، معتبرًا أن العديد من هذه الأسس ما هي إلا "أساطير" تُستخدم لتبرير سياسات الاحتلال والتوسع.
أما عن المحتوى الرئيسي للكتاب، يُقسم غارودي كتابه إلى عدة فصول، يناقش فيها ما يصفه بـ"الأساطير" التي تُستخدم لتبرير وجود وسياسات إسرائيل. من أبرز هذه الأساطير:
أولا:الأساطير الدينية وفيها ينتقد غارودي استخدام النصوص الدينية، مثل الوعد الإلهي في سفر التكوين، كتبرير لامتلاك الأرض، معتبرًا أن هذه النصوص تُستخدم كأداة سياسية.
ثانياً: أسطورة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" حيث يُفند غارودي هذه المقولة، مشيرًا إلى أن فلسطين كانت مأهولة بالسكان، وأن هذه العبارة تُستخدم لتبرير تهجير الفلسطينيين، مستغلين أسطورة المحرقة (الهولوكوست) التي يشكك غارودي في بعض الروايات المتعلقة بها على امتداد سياقها، مما أدى إلى اتهامه بإنكار المحرقة، وإدانته بموجب قانون "غيسو" الفرنسي الذي يُجرم إنكار الجرائم ضد الإنسانية.
يُقدم غارودي في هذا الكتاب رؤية نقدية لتاريخ الصهيونية وإسرائيل، مُعتبرًا أن العديد من الأسس التي قامت عليها الدولة العبرية ما هي إلا "أساطير" تستخدم لتبرير سياسات الاحتلال والتمييز. وبناء على ذلك فلقد أثار الكتاب جدلاً واسعًا، خاصة بسبب تشكيكه في بعض الروايات المتعلقة بالمحرقة، مما أدى إلى محاكمته وإدانته في فرنسا.
ولكن يحاول أعداء جارودي التشكيك في ذلك الكتاب من خلال وصفهم لذلك الكتاب بأنه من الأعمال التي تُثير تساؤلات حول العلاقة بين الدين والسياسة، واستخدام التاريخ لتبرير السياسات المعاصرة.