تصعيد عسكري جنوب لبنان: إسرائيل تستهدف موقعًا لحزب الله في منطقة الشقيف

كتبت/ آلاء عبدالله 

يعيش لبنان حالة من الترقب والحذر مع تصاعد وتيرة التوتر بين إيران وإسرائيل، في ظل المخاوف المتزايدة من انزلاق البلاد مجددًا إلى أتون "حرب بالوكالة"، باعتبارها الحاضن الرئيسي لأحد أبرز أذرع طهران العسكرية، وهو "حزب الله".

وفي تطور لافت، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الجمعة، موجة جديدة من الغارات الجوية على مناطق واسعة في جنوب لبنان، شملت مرتفعات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان، وتلة الدبشة وعلي الطاهر، حيث دوّت الانفجارات لمسافات بعيدة وصولًا إلى سواحل الناقورة والزهراني. ومن أبرز المواقع التي تم استهدافها، شقة سكنية قرب دار المعلمين في مدينة النبطية بطائرة مسيرة، ما أدى إلى انفجار ضخم خلف أضراراً واسعة النطاق.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في حصيلة أولية، استشهاد سيدة لبنانية وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، واعتبرت الغارات ثاني أكبر اعتداء على النبطية منذ انتهاء "حرب الـ66 يوماً" في نوفمبر الماضي، وأحد أعنف الهجمات منذ العدوان الإسرائيلي على الجنوب مطلع مايو.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية استهدفت موقعاً في منطقة الشقيف، قال إنه يُستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع الخاصة بحزب الله. وبحسب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فإن الموقع كان جزءًا من مشروع تحت الأرض جرى تعطيله سابقًا، إلا أن محاولات إعادة ترميمه دفعت إسرائيل لتوجيه ضربة جديدة له. ووصف أدرعي تلك المحاولات بأنها "خرق واضح للتفاهمات مع لبنان"، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي لن يتساهل مع أي نشاط لحزب الله يمثل تهديدًا أمنياً".

الغارات الإسرائيلية تسببت أيضًا في إغلاق طريق النبطية - الخردلي بسبب تطاير الحجارة والركام، إضافة إلى اندلاع حرائق في أحراج منطقتي الدبشة وعلي الطاهر. وقد سارعت فرق الدفاع المدني وبلدية كفرتبنيت إلى إزالة الأنقاض وإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور.

في المقابل، كشفت مصادر مطلعة أن حزب الله يعكف داخليًا على مراجعة بنيته السياسية، ويجري حاليًا مشاورات لتغيير عدد من الوجوه النيابية في صفوفه بهدف تحسين صورته العامة واستعادة ثقة قاعدته الشعبية، خاصة بعد الانتقادات التي طالته على خلفية الأداء السياسي الداخلي.

ويرى مراقبون أن صمود طهران أمام الهجمات الإسرائيلية خلال ما سمي بـ"حرب الـ12 يومًا" منح الحزب دفعة جديدة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والعسكرية، في إطار استراتيجية جديدة قد تعيد رسم ملامح المواجهة في الجنوب اللبناني خلال المرحلة المقبلة.
google-playkhamsatmostaqltradent