انطون تشيخوف.. والخوف من أن تمر الحياة دون أن يحياها المرء حقا ...

Unknown
الصفحة الرئيسية

كتبت/ منال علي
من أروع الاقتباسات ما قاله الاديب الروسي انطون تشيكوف في أحد أعماله الدرامية .. "إن أكثر ما يرعبني في هذه الحياة، ليس المرض، ولا الوحدة، ولا حتى الموت، لكنه اليأس، فلا شيء يفسد روح الإنسان مثل وهم اليأس، فمن ظن أن النجاح طريق مستقيم لم يفهم معنى الحياة بعد، لأن الطريق مليء بالمنعطفات والسقوط والتأخرات و ربما الخذلان
لكن هذه العقبات ليست لعنة بل هي نعمة متنكرة.
 
وفقاً لرؤية تشيكوف، هذه ليست حياة بل انتظار بطيء لانطفاء الروح اذا استسلم الإنسان لقدر صعب وغير ميسر، وينسى أنه حتى القدر يمكن أن يتغير بالعمل الجاد والجهد المتواصل، والأمل. لذا قدم تشيكوف كلمات، اعتبرها بعض علماء الاجتماع نصائح بناءة في إعادة تأسيس واقع اجتماعي مناسب لتأهيل البؤساء وإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى بصورة إيجابية، لخصها جميعاً تشيكوف في محاولة فهم الإنسان لنفسه أولا ثم ترويضها عبر عدة خطوات، هي كالتالي:
* أن تعرف من أنت وماذا تريد ولماذا تتحمل كل هذا العناء.
* ليس الطريق هو ما يصنعك بل أنت من تضفي على الطريق معناه، لذا تمهل قبل أية خطوة.
* كل ألم تمر به يحمل رسالة وكل تأخير يخفي درسا وكل خذلان يدفعك نحو عمق أكبر في الفهم والنضج لتنتقل إلى المرحلة المقبله بفكر و عزيمة أقوى، لذلك لا تنتظر من العالم أن يصفق لك أو ينقذك، فانقذ نفسك أولا. فالذين يصنعون الفرق ليسوا أولئك الذين لم يسقطوا أبدا، بل من تعلموا كيف ينهضون كل مرة بإصرار جديد وقلب لا يزال يؤمن بنجاح فكرته.

وعملاً بنصيحة السابقون، ازرع كل يوم بذرة أمل واصنع من كل وجع حافز لتبقى رغم الصعوبات.
لذا كان الكاتب الروسي العبقري، تشيكوف يتحدث كثيراً عن خوفه العميق من حياة بلا معنى، بلا شغف، بلا لحظات حقيقية تُشعِره بأنه كان موجودًا. 
وهو السؤال نفسه الذي تطرحه علينا الحياة كل يوم، هل نحن أحياء حقًا، أم أننا فقط نمرّ بالحياة كما يمرّ الظل على الجدران؟! هنا وهنا فقط يجب أن يبدأ كل متكاسل ويتقدم نحو الأمام، وأن يتوقف كل رجعي لا يرى في الغد أمل، ويمضي بعزم نحو تحقيق هدفه المنشود.
google-playkhamsatmostaqltradent