العلاقة بين منصات التواصل الاجتماعي و الاضطرابات الغذائية

Unknown
الصفحة الرئيسية


كتبت د/ سها بسطاوى 

أشار خبراء إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا متزايدًا في تعزيز الاضطرابات الغذائية وإعاقة التعافي منها، خاصة بين الفئات الشابة الأكثر عرضة للتأثر. 
ويعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:
المعلومات المضللة حول التغذية والصحة:
 تنتشر عبر هذه المنصات معلومات غير دقيقة ومضللة ما بين المعلومات الصحيحة و المعلومات المضللة حول الأنظمة الغذائية الصحية وفقدان الوزن ، يعتقد الكثير من الشباب أن هذه المعلومات صحيحة ويتبعونها دون تفكير، مما يؤثر سلبًا على عاداتهم الغذائية ويقود إلى سلوكيات مضطربة في التغذية لاجسامهم .  


تمجيد النحافة والمعايير الجمالية غير الواقعية:
 تروج العديد من الحسابات والمحتويات لصور مثالية للجسم، غالبًا ما تكون معدلة رقميًا وغير واقعية أو خاضعه لعدت عمليات تجميلية، هذا "التمجيد" للنحافة يؤدي إلى مقارنات سلبية بين المستخدمين وأجسادهم، ويخفض احترام الذات، ويزيد من الانشغال بالوزن والشكل.


 انتشار محتوى "البرو-أكل" (Pro-eating disorder): 
توجد مجتمعات ومحتوى على منصات التواصل الاجتماعي تشجع بشكل مباشر أو غير مباشر على اضطرابات الأكل، مثل 
 "النحافة الملهمة" (thinspiration) "الرشاقة الملهمة" (fitspiration) التي تركز على الجوع الشديد أو التمارين المفرطة.

 خوارزميات المنصات: 
تساهم أيضا خوارزميات بعض التطبيقات، مثل تيك توك، في عرض المزيد من المحتوى المتعلق بالنحافة واضطرابات الأكل للمستخدمين الذين يتفاعلون معه، مما يخلق حلقة مفرغة ويعمق المشكلةلدى متابعي مثل هذه المحتويات .


الضغط الاجتماعي والمقارنة: 
يتعرض المستخدمون، وخاصة المراهقين، لضغط مستمر لمقارنة أنفسهم بالآخرين، سواء كانوا أصدقاء أو مشاهير أو مؤثرين، هذا يزيد من فرص الشعور بعدم الرضا عن المظهر الخارجي. 

 تصوير الأكل المضطرب كـ"موضة": 
تحاول بعض المواقع ترويج اضطرابات الأكل كإدراك للموضة أو الجمال، مما يشجع على الأكل غير المنتظم، انواع الأطعمة الغير صحيه. 

هناك بعض التأثيرات السلبية الأخرى:

 إعاقة التعافي حتى بالنسبة للأشخاص الذين بدأوا في عملية التعافي من اضطرابات الأكل، فإن التعرض المستمر للمحتوى السلبي على منصات التواصل الاجتماعي يجعل مسار الشفاء "أكثر صعوبة وتعقيدًا وطولاً".

 التأثير على احترام الذات و الثقه بالنفس يؤدي التعرض للمحتوى السلبي إلى انخفاض احترام الذات و الثقه بالنفس والشعور بالسوء تجاه صورة الجسد.


 التعليقات السلبية والتنمر يمكن أن تؤدي التعليقات السلبية والتنمر عبر الإنترنت إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات الأكل، النوم و التفكير المفرط .


و من أهم النصائح للتصدي لهذه المشكلة: 

 الوعي بالمحتوى ينصح الخبراء بضرورة التفكير جيدًا في المحتوى الذي يتم تصفحه ومتابعته على مواقع التواصل، وكيف يؤثر ذلك على مشاعر وسلوك المتابع .
 التفكير النقدي مساعده و تشجيع المراهقين والشباب على مشاهدة الصور والتعليقات على الإنترنت بعين ناقدة، والتساؤل عن مدى واقعية الصور (وهل هي معدلة رقميًا؟) وما هو المعنى الحقيقي للرسالة.

 الحد من الاستخدام أظهرت دراسات أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يحسن بشكل كبير من شعور المراهقين والشباب تجاه صورة أجسادهم.
 حسن اختيار متابعة الحسابات التي تعزز الإيجابية الجسدية وإلغاء متابعة الحسابات التي تضرو تؤثر على الجسم واحترام الذات و الثقه بالنفس.
 لا تتردد في طلب المساعدة في حالة الشك في وجود اضطراب غذائي، من المهم طلب المساعدة المهنية مبكرًا، حيث أن التدخل المبكر يحسن من نتائج العلاج.
 هناك دور للاسره: على الاسره التحدث مع أبنائهم حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على التركيز على جوانبهم الإيجابية وقوة أجسادهم و صحتهم النفسيه ، وليس فقط مظهرهم الخارجي. 


باختصار، تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورًا معقدًا في حياة الشباب، فبينما يمكن أن تكون أداة للتواصل وتبادل المعرفة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية والجسدية، وخاصة فيما يتعلق باضطرابات الاكل و الثقه بالنفس و شكل الجسد و التأثير عليهم و يتطلب الأمر وعيًا فرديًا و اسريا وجهودًا مجتمعية للحد من هذه المخاطر. 

دمتم بصحة وعافية
google-playkhamsatmostaqltradent