في مشهد يعيد رسم ملامح الصراع العالمي، أعلنت الصين بوضوح: "ستصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولن يوقفنا أحد. وسنردّ بحسم على أي اعتراض."
وفعلاً، نفّذت بكين ما وعدت به... طائراتها الحربية أمّنت إسقاط المساعدات جواً داخل القطاع المحاصر، في رسالة صريحة مفادها: غزة لن تُترك وحدها. في الوقت الذي تتعنت فيه اسرائيل في مسألة السماح بدخول المساعدات التي سبق وأن وافقت مبدئيا على إدخال حوالي ٧٠ شاحنة مساعدات يومية عبر معبر كرم أبو سالم، غير أنها عادت لتقصف بشدة أية مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ آلاف الأسر داخل القطاع دون أي مراعاة للنداءات الإقليمية والدولية.
لكن الصين لا تتحرك من فراغ. فهي تدرك أن ما يجري في غزة يتجاوز الحرب، ليصل إلى مشروع ممنهج للتهجير القسري وتفريغ القطاع بالكامل. وفي المقابل، ترى بكين أن الدفاع عن بقاء الفلسطينيين في أرضهم هو دفاع عن توازن عالمي مهدد بالهيمنة الأمريكية الكاملة على التجارة والقرار.
هذه ليست مجرد معركة على الخريطة... بل مواجهة مفتوحة بين مشاريع الإبادة، ومحاور البقاء.
وإن توقّفت الحرب دون تحقيق هدف الصهاينة والأمريكان بالتفريغ، فذلك — بحسب كثيرين — ضربة في صميم العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي، وربما بداية النهاية لكيانه.
إنها ليست حرب صواريخ فقط، إنها أيضاً حرب عقول وصقور استخباراتية دقيقة يجدها من يقاوم وبجدارة رغم كل ما يحاك للاقليم ليل ونهار.