كتبت/ آية عادل
أشعل مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر، جدلًا واسعًا واستقطب آراء متباينة، وذلك بعد ظهور طفلة صغيرة تؤدي وصلة رقص شرقي بمهارة لافتة خلال حفل تخرج إحدى الحضانات.
ويُظهر المقطع المتداول على نطاق واسع عبر فيسبوك، تيك توك، وإنستغرام، الطفلة وهي ترتدي زيًا بدوياً وتتمايل بحركات راقصة متناسقة على أنغام الطبلة، بينما يشاركها طفل آخر العرض على خشبة المسرح. وقد لاقى أداء الطفلة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين عبّروا عن انبهارهم بالتصفيق والضحكات، في مشهد بدا وكأنه فقرة مُعدة ومُدرجة ضمن برنامج الاحتفال الخاص بالمدرسة.
انقسام الآراء بين الإعجاب والانتقاد:
سرعان ما انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا المشهد؛ فبينما أشاد فريق بموهبة الطفلة الاستثنائية وقدرتها على تقديم هذا النوع من الرقص بإتقان في سن مبكرة، رأى آخرون في الأمر تجاوزًا للحدود التربوية والأخلاقية.
واعتبر المؤيدون أن الفيديو يمثل تعبيرًا عفويًا عن الفرح والاحتفال بانتهاء مرحلة رياض الأطفال، مشيرين إلى أن الطفلة ربما تكون لديها موهبة فنية مبكرة يجب تشجيعها. ودافع البعض عن الفتاة بشعار "الموهبة لا عمر لها"، مؤكدين أن الفن، بكل أنواعه، يمكن أن يكون وسيلة تعبير إيجابية للأطفال.
هجوم وانتقادات واسعة:
في المقابل، شنّ قطاع واسع من المعلقين هجومًا حادًا على المقطع والجهة المنظمة للحفل. ووصفوا الرقص الشرقي بهذه الطريقة بأنه "غير مناسب لسن الطفلة" و"لا يليق بمرحلة الحضانة"، معربين عن قلقهم بشأن الرسائل التي قد تصل إلى الأطفال من خلال مثل هذه المشاهد.
وتساءل المنتقدون عن دور إدارة المدرسة ومسؤوليتها في تنظيم الحفل والسماح بتقديم مثل هذه الفقرات، مؤكدين على أهمية مراقبة المحتوى المعروض في فعاليات الأطفال والتأكد من ملاءمته لقيم المجتمع والأهداف التربوية، وأكدوا أن الرقص الشرقي، بطريقة الأداء والملابس التي ظهرت بها الطفلة، قد يحمل دلالات تتجاوز الإطار الطفولي البريء.
تساؤلات حول المسؤولية التربوية:
أثار الفيديو تساؤلات حول المعايير التربوية التي تتبعها بعض المدارس في تنظيم فعاليات الأطفال، ومدى وعيها بتأثير مثل هذه المشاهد على القيم والسلوكيات الناشئة، وطالب العديد من المعلقين بضرورة تدخل الجهات التعليمية والرقابية لوضع ضوابط واضحة لمحتوى فعاليات الأطفال بما يتناسب مع أعمارهم ومراحلهم النموية.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من إدارة المدرسة التي شهدت الواقعة أو من وزارة التربية والتعليم بشأن هذا الجدل المتصاعد، ويبقى النقاش محتدمًا بين رواد التواصل الاجتماعي حول حدود التعبير الفني للأطفال ومسؤولية المؤسسات التعليمية في توجيه هذه التعبيرات بما يخدم التنشئة السليمة.