هكذا وبتلك المقولة بدأ الطلاب في جامعة هارفارد الأمريكية الهتاف ضد وحشية اسرائيل المدمرة والبغيضة على قطاع غزة. هذا فضلاً عن التأكيد على حقيقة أن إسرائيل اصبحت بالفعل كيانا "منبوذا" ويواجه تسونامي حقيقي من الكراهية والبغضاء على مستوى العالم.
وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت وضع إسرائيل بأنه الاسوء على الإطلاق منذ عهود. فإسرائيل قد وصلت إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية بصورة حادة، ونقلت عن مسؤول بالخارجية الإسرائيلية قوله إن تل أبيب تواجه تسونامي حقيقي يفاقمه الإذعان والعناد في الاستمرار في حرباً بلا طائل.
جاء ذلك التصريح، بناء على الإجراءات المتخذة، دولياً، ضد إسرائيل على خلفية استمرارها في حرب الإبادة على الأبرياء المدنيين في غزة، وكان أبرزها تعليق بريطانيا مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل، والتي قالت الصحيفة إنه قد يكون له آثار اقتصادية خطيرة. فبحسب صحيفة يديعوت احرونوت، أنه وبعد مرور 592 يوما على بدء الحرب بغزة، وصلت إسرائيل إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية، حيث هددت، ثلاثة من أبرز حليفاتها في العالم هي بريطانيا فرنسا وكندا مساء الاثنين الماضي، بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب المدمرة في غزة. وأضاف تقرير الصحيفة الإسرائيلية أنه بعد بأقل من 24 ساعة، أعلنت بريطانيا عن إلغاء المفاوضات بشأن أي اتفاق مستقبلي للتجارة الحرة مع إسرائيل، وتم استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفيلي، لجلسة توبيخ، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين. للتأكيد على أن استمرار ما تفعله اسرائيل حالياً سيؤدي إلى تبعات غير محمودة العواقب، سيترتب عليها آثار اقتصادية خطيرة، لأن بريطانيا تُعد من أهم شركاء إسرائيل التجاريين، وقد بلغ حجم التبادل التجاري معها نحو تسعة مليارات جنيه إسترليني، ما يجعلها رابع أكبر شريك تجاري لإسرائيل. وعليه فإن الاتفاق، الذي علقت لندن التفاوض بشأنه مع إسرائيل حيوي للغاية بالنسبة لصناعة التكنولوجيا الفائقة.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية الابرز، أن التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل، يُعتبر غير مسبوق، ورغم أن إسرائيل تُقدّر أن احتمال إلغائه منخفض، إلا أن الأضرار المحتملة تُقدّر بعشرات المليارات، وهو ما يحول الأمر إلى تهديداً اقتصاديا بالغ الخطورة.
من جانب آخر، صرّح رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، مساء الثلاثاء أن الدول الثلاث فرنسا، بريطانيا وكندا قررت معًا معارضة ما يحدث في قطاع غزة، وستعترف بشكل مشترك بدولة فلسطينية.
وهكذا يمكننا أن نستخلص أن إسرائيل، ومع تزايد الضغوط عليها لوقف الحرب، وإصرارها على استكمالها، قد أصبحت الآن معزولة تماماً حتى من أقرب حلفائها.