ميتا تهدد بإيقاف فيسبوك وإنستغرام في نيجيريا بسبب غرامات ضخمة وخلافات تنظيمية

الصفحة الرئيسية

كتبت/ آية عادل 



  هددت شركة "ميتا" المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام بإيقاف خدماتها في نيجيريا إذا لم يتم التوصل إلى حل للخلافات المتصاعدة مع الهيئات التنظيمية في البلاد، وذلك بعد أن بلغت الغرامات المفروضة عليها ما يقارب 300 مليون دولار خلال عام 2025م.


وذكرت الشركة في وثائق قضائية اطلعت عليها منصة "ذا أفريكا ريبورت" أن المتطلبات النيجيرية لحماية البيانات مبالغ فيها وغير عملية، مشيرة إلى أن هذه الضغوط التنظيمية قد تضطرها فعليًا إلى إغلاق منصتي فيسبوك وإنستغرام داخل نيجيريا.

 تفاصيل الغرامات التنظيمية:
 تواجه ميتا غرامات من ثلاث جهات حكومية نيجيرية رئيسية:

 فرضت هيئة المنافسة الفيدرالية غرامة بقيمة 220 مليون دولار.
وأصدر مجلس تنظيم الإعلانات في نيجيريا (أركون) غرامة بنحو 60 مليار نيرة نيجيرية (ما يعادل 37.5 مليون دولار).
وفرضت هيئة حماية البيانات النيجيرية عقوبة بقيمة 32.8 مليون دولار.
وبذلك يبلغ إجمالي الغرامات المقررة على الشركة نحو 290.3 مليون دولار.

 نقاط الخلاف: حماية البيانات ونقلها خارج نيجيريا:
  يدور جوهر الأزمة حول قوانين خصوصية البيانات النيجيرية الجديدة، والتي تفرض على الشركات الحصول على موافقة رسمية مسبقة من هيئة حماية البيانات قبل نقل أي معلومات عن المستخدمين خارج البلاد.


  وترى ميتا أن هذه الشروط تتجاوز المعايير الدولية، وتضع أعباء تنظيمية هائلة على عملياتها التقنية، معربة عن اعتراضها على ما وصفته بـالتفسير المفرط للقوانين.
  كما طلبت الهيئة من ميتا إضافة رابط توعوي للمستخدمين النيجيريين عبر فيسبوك وإنستغرام يتضمن موادًا تعليمية عن مخاطر التلاعب بالبيانات، على أن تُطوّر هذه المواد بالتعاون مع منظمات غير حكومية وجهات أكاديمية معتمدة.

سابقة مماثلة: واتساب تحت الضغط:
ولم تكن هذه أول مواجهة بين ميتا والسلطات النيجيرية؛ ففي عام 2024، هددت منصة واتساب بالانسحاب من البلاد بعد تغريمها 220 مليون دولار بسبب مخالفة متعلقة بجمع البيانات.
  وعلى الرغم من استئناف ميتا للقرار، قضت محكمة المنافسة بحفظ الغرامة وإضافة 35 ألف دولار كرسوم تحقيق، في إشارة إلى تشدد الجهات الرقابية.

  وتخوض ميتا حاليًا معارك قانونية في ثلاث محاكم فيدرالية نيجيرية دفاعًا عن موقفها، وتحذر من أن استمرار هذا الضغط التنظيمي قد يدفعها إلى وقف خدماتها في السوق النيجيرية بالكامل.

عواقب محتملة وخسائر رقمية:
  ويرى مراقبون أن انسحاب ميتا من نيجيريا قد يخلّف أثرًا كبيرًا على الاقتصاد الرقمي في البلاد؛ إذ يعتمد الملايين من المستخدمين النيجيريين يوميًا على فيسبوك وإنستغرام لأغراض شخصية وتجارية وإعلانية.


  وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه ميتا غرامات أوروبية ضخمة أيضًا من بينها غرامة مشتركة مع آبل بقيمة 796 مليون دولار بسبب انتهاك قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي.
google-playkhamsatmostaqltradent