مصر واليابان: شراكة تعليمية استراتيجية تعزز نماذج رائدة و تستشرف مستقبل التكنولوجيا والإبداع

الصفحة الرئيسية

كتب /باهر رجب


وزير التربية والتعليم المصري يستقبل نظيرته اليابانية لتعزيز التعاون التعليمي المشترك

في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليابان في مجال التعليم، استقبل الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السيدة آبي توشيكو، وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية، خلال زيارتها الأولى إلى مصر. وجاء اللقاء لبحث سبل تطوير المشروعات التعليمية المشتركة واستكشاف آفاق تعاون مستقبلية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.  

إنجازات التعاون الحالي وآفاق التوسع 

أشاد الدكتور محمد عبد اللطيف خلال اللقاء بالنتائج الملموسة للتعاون المصري الياباني، والتي تجسدت في نماذج رائدة مثل المدارس المصرية اليابانية التي تدمج بين الجوانب الأكاديمية وأنشطة "التوكاتسو" اليابانية، التي تركز على تنمية الشخصية والانضباط والعمل الجماعي. وأشار إلى وجود 55 مدرسة من هذا النموذج تعمل حاليا، مع خطة لافتتاح 15 مدرسة جديدة بحلول سبتمبر 2024.  

كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجال التعليم الفني، عبر مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تدار بالشراكة مع شركات يابانية كبرى مثل تويوتا وياماها وكاسيو، بهدف ربط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل. وأوضح الوزير أن هناك 90 إطارا تعليميا في هذا المجال، مع طموح لتطوير 1270 مدرسة فنية بالتعاون مع الجانب الياباني.  

استعراض النجاحات في المحافل الدولية 

تطرق اللقاء إلى التحضيرات لعرض تجربة المدارس المصرية اليابانية الناجحة خلال مؤتمر "تيكاد 9" المزمع عقده في اليابان، كتجربة رائدة يمكن تعميمها في إفريقيا. وأكد الوزير المصري أن هذه المدارس أحدثت تحولا في نظرة المجتمع المصري للتعليم، لا سيما في دمج القيم السلوكية مع التعليم الأكاديمي.  

رؤية يابانية للشراكة مع مصر

من جانبها، أعربت السيدة آبي توشيكو عن امتنانها للدعوة، معتبرة العلاقات الثنائية "نموذجا مميزا للتعاون الدولي القائم على التفاهم المشترك". وأشادت بنجاح تطبيق أنشطة "التوكاتسو" في مصر، مؤكدة تطلعها لنقل هذه التجربة إلى إفريقيا. كما وجهت الشكر للجهود المصرية في دعم النظام التعليمي الياباني، لا سيما في مرحلة ما قبل الجامعي، الذي وصفته بـ"ركيزة أساسية لبناء الإنسان".  

محاور التعاون المستقبلية

تضمن الحوار عدة محاور استراتيجية، منها:  

1. التعليم الفني والتكنولوجي: التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتخصصات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والصناعة، مع تدريب الطلاب وفق المعايير اليابانية لتمكينهم من الانضمام لشركات يابانية دولية.  

2. البحث العلمي: إجراء أبحاث مشتركة بين مؤسسات مثل "إديو-بورت" والجامعة المصرية اليابانية للعلوم (E-JUST) والمركز القومي للبحوث التربوية.  

3. تدريب المعلمين: تأهيل الكوادر التعليمية عبر برامج مثل دبلومة "التوكاتسو" بالشراكة مع E-JUST، واستفادة مصر من برنامج "ساكورا للعلوم" لخريجي التعليم الفني.  

4. دعم ذوي الاحتياجات الخاصة: نقل الخبرات اليابانية في تطوير مراكز الدمج، مثل مركز ريادة المصري الدولي بمدينة العاشر من رمضان.  

دعوة لتعميق الشراكة

في ختام اللقاء، وجهت الوزيرة اليابانية دعوة لوزير التعليم المصري لزيارة مراكز دعم ذوي الاحتياجات الخاصة خلال مشاركته في مؤتمر "تيكاد 9"، لدعم خطط التوسع في هذه المراكز بمصر.  

حضر الاجتماع ممثلون رفيعو المستوى من الجانبين، بينهم سفير اليابان في القاهرة، ومسؤولو وزارة التربية والتعليم المصرية، ما يؤكد الأهمية التي توليها الدولتان لتعميق شراكتهما التعليمية كجسر للتنمية المستدامة وبناء الإنسان.  

بهذا اللقاء، تؤكد مصر واليابان أن التعاون التعليمي ليس مجرد تبادل خبرات، بل ركيزة لتحقيق الرؤى المشتركة في إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل، وتعزيز مكانة البلدين كمراكز إشعاع للمعارفـة والتكنولوجيا في إفريقيا والعالم
google-playkhamsatmostaqltradent