كتبت/ منه الله عمر
أظهرت دراسة حديثة من جامعة ميشيغان أن أكثر من 15 مليون أمريكي مهددون بتدهور صحة الكبد، نتيجة تناولهم مكملات نباتية شائعة دون إشراف طبي.
ومن عام 2017 حتى 2021، حاول الباحثون تحديد أسباب هذه المشكلة من خلال تحليل بيانات 9685 شخصًا. وأظهرت النتائج أن نحو 4.7% من البالغين في الولايات المتحدة استخدموا نوعًا واحدًا على الأقل من ستة أنواع من المكملات النباتية التي يُحتمل أن تكون سامة، خلال 30 يومًا، من تلقاء أنفسهم وبدون استشارة طبية. وذلك لعلاج مشكلات صحية شائعة مثل آلام المفاصل، والتوتر، وانخفاض الطاقة، وزيادة الوزن، والهبات الساخنة، وصحة القلب.
المكملات التي ركزت عليها الدراسة هي: الكركم، مستخلص الشاي الأخضر، الأشواغاندا، غارسينيا كامبوجيا، الكوهوش الأسود، وأرز الخميرة الحمراء.
فعلى سبيل المثال، يُستخدم الكركم لتحسين صحة المفاصل، ويتناول مستخلص الشاي الأخضر لرفع مستويات الطاقة، أما غارسينيا كامبوجيا فتُستخدم للمساعدة في فقدان الوزن.
لكن المشكلة، حسب الدراسة، تكمن في أن هذه الاستخدامات ليست مدعومة بشكل كافٍ بالأدلة الطبية، والأسوأ أن الجرعات غالبًا غير مضبوطة. وهذا يزيد من خطر الإصابة بتسمم كبدي، قد يكون حادًا أو مزمنًا، ومن أبرز أعراضه: اصفرار الجلد والعينين، الغثيان، الحكة، الطفح الجلدي، الإرهاق، وألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
وفي بعض الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر زراعة كبد، وقد يؤدي التأخر في التشخيص والعلاج إلى الوفاة. ورغم أن الأعراض غالبًا ما تختفي بمجرد التوقف عن تناول المكمل، إلا أن كثيرين لا يدركون أن منتجًا “طبيعيًا” قد يكون هو السبب.
وبيّنت الدراسة أن الضرر لا يعود إلى استخدام الكركم أو الشاي الأخضر في الطعام أو المشروبات اليومية، بل إلى المستخلصات المركزة التي تحتوي على نسب عالية من المواد الفعالة، والتي تختلف قدرة الجسم على امتصاصها من شخص لآخر.
وأشار الباحثون إلى أن هذه المكملات لا تخضع لنفس الرقابة الصارمة المطبقة على الأدوية، فالشركات غير ملزمة بإجراء تجارب سريرية قبل طرحها في الأسواق. كما كشفت بعض الاختبارات وجود اختلاف بين الجرعة المكتوبة على العبوة والجرعة الفعلية. وإلى جانب ذلك، لم تثبت فعاليتها بشكل قاطع في التجارب السريرية، خصوصًا عند استخدامها بجرعات عالية أو بالتزامن مع أدوية أخرى.
لذلك تختلف الجرعة الآمنة من شخص لآخر، ويُفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها.
ولا تطالب الدراسة بمنع استخدام هذه المكملات بشكل تام، لكنها تدعو إلى توخي الحذر، والوعي بالمكونات والتفاعلات المحتملة، كما تطالب الجهات المختصة بزيادة الرقابة، وتشجع الأطباء على طرح أسئلة عنها عند ظهور مشكلات غير مفسرة في الكبد.