كتبت/ منال علي
ورقة الاقتصادي ويتكوف، متعهد سياسة ترامب الجديدة في الشرق، المقدمة على طاولة المفاوضات اليوم، كما تم التصريح بمحتواها، تحمل تقريبا التفاصيل ذاتها التي تحدثت عنها حماس مسبقاً منذ ثلاثة أيام مع فارق وحيد، هو الإفراج عن المحتجزين الأحياء على دفعتين خلال أسبوع وليس خلال ٦٠ يوما، وبما في ذلك الانسحاب الجزئي، لكن للأسف الشديد يبدو فيها هو نفس العيب الجوهري في غياب الضمانات لأي شيء مستقبلا، بما في ذلك أن تفضي فترة وقف إطلاق النار إلى مفاوضات طويلة الأجل.
دراسة المقترح مليئة بالحجارة، مفعمة بالحيوية، لكنها في الوقت ذاته تحمل في متنها الكثير من المتناقضات، خاصة مع تفاقم الوضع الإنساني الكارثي واستخدام سلاح التجويع، ثم التمادي في الطغيان باستخدام الغذاء والمساعدات كسلاح أكثر قسوة لإهدار ما تبقى من الحياة وحفظ الكرامة.
تلك الأعمال التي أثبتت تورط الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط بالمال والعتاد ولكن أيضاً بالتعاون الاستخباراتي والتكتيك الاستراتيجي الذي يقضي في النهاية بتحقيق رؤيتهم الخبيثة بتهجير أهل غزة من القطاع، لكن مازال صمود أهل غزة،فقط، هو العائق الوحيد أمام تنفيذ ذلك المخطط اللعين.
ورغم ذلك مازال هناك مفتاحا مهما لفهم ما وراء هذا المقترح وطبيعته. وأيضاً ذلك الارتباك العجيب الذي بدا على ويتكوف وهو يتحدث إلى جانب ترامب عن تفاؤله بالورقة الجديدة.
فالمبعوث الأمريكي لم يستطع صياغة كلمات واضحة توضح أهداف الورقة، أولا أطلق وصف "طويل الأمد" على "الحل" ثم استدرك، وقال "وقف إطلاق نار مؤقت" ثم "حل سلمي وهدنة طويلة الأمد من أجل انهاء الأزمة دون أن يحدد إن كان وقفا دائما ام توقف طويل لهذا الصراع.
كما أنه تردد في إعلان "وصف المقترح" مما يظهر اضطراب يعكس حجم الضغوط، ويؤكد ما تم الحديث عنه سابقا، من أن نتنياهو مازال بعيدا تماما عن ربط لحظة الهدنة،إن تحققت لأغراض إنسانية وهذا أمر مشكوك فيه، بمفاوضات جادة لإنهاء الحرب كما يدعي، مما يعني استخدامها بشكل مباشر لإضعاف موقف الحركة ونزع أوراق قوتها،
واستعداده لخرق وقف إطلاق النار مجددا وعدم اعترافه بأية ضمانات لحين تحقيق أهدافه كاملة وأولها بسط السيطرة الفعلية على نحو ٨٠٪ من القطاع وأكثر، بل وربما فتح جبهات صراع جديدة، كالحرب على إيران مثلاً، تضمن له الاستمرارية في القتال وبالتالي حفظ مكانه في الحكومة المكروهة داخلياً وخارجياً.
ننتظر ونتابع لترى ما ستفضي إليه هذه المحادثات وما ستكشف عنه مناقشات حكومته اليوم.