كتبت د/ سها بسطاوى
في دراسة حديثة أكدت علاقه فيتامين "د" بشكل وثيق بعملية الشيخوخة، حيث تلعب مستوياته في الجسم دورًا هامًا في الحفاظ على صحة العديد من الأجهزة والوظائف الحيوية التي تتأثر بالتقدم في العمر.
إليك بعض تفاصيل العلاقة بين فيتامين "د" والشيخوخة:
فيتامين "د" ومكافحة الشيخوخة:
يساعد في تأخير انكماش التيلوميرات:
تشير دراسات حديثة إلى أن مكملات فيتامين "د" قد تساهم في إبطاء عملية انكماش "التيلوميرات" (Telomeres)، وهي الأغطية الواقية لشفرة الحمض النووي في نهايات الكروموسومات ، يُعتبر قصر التيلوميرات مؤشرًا بيولوجيًا للشيخوخة، وبالتالي فإن الحفاظ عليها يمكن أن يؤخر مظاهر الشيخوخة على المستوى الخلوي.
أما عن صحة العظام والعضلات:
ف مع التقدم في العمر، تزداد مخاطر الإصابة بهشاشة العظام وضعف العضلات، فيتامين "د" ضروري لامتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما معدنان أساسيان للحفاظ على كثافة العظام وقوتها. كما أنه يلعب دورًا في الحفاظ على قوة العضلات ووظيفتها، مما يقلل من خطر السقوط والكسور لدى كبار السن.
أما عن دعم الجهاز المناعي:
يضعف الجهاز المناعي مع التقدم في العمر، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للعدوى والأمراض، لفيتامين "د" دور هام في دعم وظيفة الجهاز المناعي، وبالتالي يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة كبار السن و دعم المناعة لديهم فى مقاومتهم للأمراض.
أما عن صحة الدماغ و الصحة الإدراكية:
توجد مستقبلات فيتامين "د" في الدماغ، مما يشير إلى دوره في الحفاظ على الوظائف الإدراكية والذاكرة، و قد يساهم في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.
و عن صحة الجلد:
لفيتامين "د" خصائص مضادة للأكسدة تساعد في محاربة الجذور الحرة التي تساهم في شيخوخة البشرة وظهور التجاعيد ،كما أنه يساعد على تجديد خلايا الجلد ويحميها من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
ف أن نقص فيتامين "د" وتأثيره على الشيخوخة:
يُعد نقص فيتامين "د" شائعًا بين كبار السن، وذلك لأسباب منها قلة التعرض لأشعة الشمس و هى (المصدر الرئيسي لفيتامين "د")، وانخفاض قدرة الجلد على إنتاج الفيتامين مع التقدم في العمر، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين "د" إلى تفاقم العديد من مشاكل الشيخوخة، بما في ذلك:
هشاشة العظام والكسور.
ضعف العضلات وصعوبة الحركة.
زيادة خطر الإصابة بالالتهابات.
تدهور الوظائف الإدراكية.
تغيرات في البشرة مثل الشحوب والتجاعيد.
الكمية الموصى بها وطرق الحصول على فيتامين "د":
التعرض لأشعة الشمس و يُعد التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة 5-15 دقيقة عدة مرات في الأسبوع طريقة فعالة للحصول على فيتامين "د".
الأطعمة الغنية بفيتامين "د" ،تشمل الأسماك الدهنية (مثل السلمون، التونة، الماكريل، السردين)، صفار البيض، كبد البقر، وبعض أنواع الفطر، وكذلك الأطعمة المدعمة بفيتامين "د" (مثل الحليب، الزبادي، الحبوب).
المكملات الغذائية، قد تكون المكملات الغذائية ضرورية لبعض الأشخاص، خاصة كبار السن أو الذين يعانون من نقص فيتامين "د". يوصى بالتشاور مع الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة، حيث أن الإفراط في تناول فيتامين "د" يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية مثل تراكم الكالسيوم في الدم.
باختصار، يلعب فيتامين "د" دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة والحد من العديد من الآثار السلبية المرتبطة بالشيخوخة، الحفاظ على مستويات كافية من هذا الفيتامين يمكن أن يساهم في تجنب الشيخوخة و التمتع بحياه صحية ونشطة.
دمتم بصحة وعافية