كتبت/ منة الله عمر
غالبًا ما نعتبر مواقد الغاز وسيلة عملية وسريعة للطهي، ونظن أن مخاطرها تقتصر على حوادث نادرة مثل الاختناق أو الانفجار، والتي يمكن تفاديها بسهولة. لكن دراسة علمية حديثة كشفت عن خطر صامت قد يُهدد الصحة، خاصة لدى الأطفال.
أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد أن مواقد الغاز التي تعمل بالغاز الطبيعي أو البروبان قد تطلق مادة البنزين الكيميائية، المعروفة بتأثيرها المسرطن، خاصة في المنازل ذات التهوية الضعيفة.
فحص الباحثون انبعاثات البنزين في 87 منزلًا، وتبيّن أن الخطر يرتفع كلما كانت التهوية أقل. وأظهرت النتائج أن البنزين قادر على الانتقال من المطبخ إلى غرف النوم، مما يُضاعف من فرص التعرض له، خصوصًا وأننا نقضي معظم أوقاتنا في تلك المساحات.
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين، إذ يُشكل خطر الإصابة بالسرطان لديهم ضعف ما يُشكله على الكبار، نتيجة سرعة تنفسهم العالية وقلة أوزانهم.
ورغم التحذيرات، سلّطت الدراسة الضوء على حلول بسيطة وفعّالة لتقليل هذا الخطر، مثل تهوية المطبخ جيدًا، وفتح النوافذ، واستخدام الشفاط أثناء الطهي، إلى جانب تقليل الاعتماد على مواقد الغاز قدر الإمكان.
وأكّد الباحثون أهمية هذه النتائج، خاصة وأن الناس يقضون نحو 90% من أوقاتهم داخل المنازل. ومع تزايد العمل من المنزل، أصبحت جودة الهواء الداخلي أولوية صحية لا يمكن تجاهلها.
وفي الختام، دعت الدراسة إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر مواقد الغاز، وتشجيع اتخاذ خطوات بسيطة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حماية الصحة، خاصة صحة الأطفال.